ماتدركه الشرعية ومايجب أن تفعله !!!...

عشرات الحوارات والنقاشات واللقاءات عقدتها حكومة الشرعية مع الانقلابيين الحوثيين وبمشاركة الوسطاء الأمميين وآخرهم الهولندي .... إلى جانب دعم السعودية والإمارات لعقد هذه اللقاءات ..وخلال تلك اللقاءات قدمت حكومة الشرعية التنازلات تلو التنازلات من أجل تحقيق السلام ..ونجم عن تلك اللقاءات اتفاقات وتفاهمات إلا أن الميليشيات الحوثية نقضتها وتعمدت بتحدي عدم الالتزام بها .بل إنها ومع كل اتفاق تقوم بالتصعيد العسكري ..

وليس التصعيد وحسب بل أن الحوثيين لم يتم الضغط عليهم من قبل اي وسيط أممي لأن هناك تخادم أممي واضح مع الحوثيين تدركه حكومة الشرعية .. ..وان كل اللقاءات التي يتم فيها دعوة حكومة الشرعية إلى الجلوس مع الحوثيين لاتتم الا بعد كل حالة انهيار وانكسار للحوثيين يسارع الوسطاء الأمميين لهذه اللقاءات ليس من أجل السلام ولكن من أجل إنقاذ الحوثي من الوضع المنهار الذي هو فيه ومساعدته للوقوف مجددا على قدميه للاستفزاز والتصعيد والإرهاب ..

حكومة الشرعية تدرك تماما أن الحوثيين لاينشدون السلام وان الحوثيين لايذهبون إلى أي حوار الا لإنقاذ أنفسهم من ما وقعوا فيه من كواراث وهزائم الى جانب انتزاعهم لتنازلات جديدة من حكومة الشرعية.. وتدرك حكومة الشرعية ان الحوثيين هم من غدروا ونقضوا كل الاتفاقات السابقة المبرمة معهم ..وتدرك أنها في حوارها مع الحوثيين كمن يحرث في البحر أو كمن يقطع وريده بسكينه او كمن يشرب ماءا يعلم أنه مسموما أو كمن يضع إصبعه في عينيه .. وتدرك حكومة الشرعية أن لاجدوى على الاطلاق من السلام مع الحوثيين وان كلفة الحسم العسكري أقل بكثير من كلفة السلام مع الحوثي ..

حكومة الشرعية وهي تدرك كل ذلك هاهي اليوم تجلس مجدا على طاولة الحوار مع الحوثيين في مسقط العمانية بدعوة أممية ودعم التحالف من أجل السلام بينما يجلس الحوثي معها ليضمد جراح الضربات الموجعة التي تعرض لها من قرارات حكومة الشرعية الاخيرة من البنك المركزي ووزارة  الاتصال والنقل وغيرها من القرارات التي لا يزال يعاني منها فذهب إلى انقاذ نفسه وليس إلى الحوار من أجل السلام ..

حكومة الشرعية وهي تدرك كل ماتقدم فإن كانت مازالت تأمل في الحوثيين أو الوسيط الأممي خيرا في السلام فإن عليها ان تنتظر معجزة سماوية لتحقيق ذلك وليس معجزة سياسية ..وإذا أرادت حكومة الشرعية ان تترجم ماتدركه إلى أفعال وتثبت أنها صاحبت القرار والسيادة على دولة الجمهورية اليمنية كحكومة معترف بها دوليا.. وعليها أن تؤكد ثبوت ذلك بقرارات تاريخية لا تتراجع عنها ..

وهذه القرارات هي :..:(1) أن تعتبر لقاء مسقط الراهن هو آخر لقاء مع الحوثيين مالم يخرج بخارطة سلام دائم وفي وقت زمني قصير متضمنا إلزام الحوثيين بتنفيذها عمليا ..(2) إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين على قاعدة الكل مقابل الكل دون قيد أو شرط ..(3) الكشف عن مصير كل المختطفين والمخفيين قسرا وفي مقدمتهم محمد قحطان..(4) حكومة الشرعية تلزم الحوثيين والوسيط الأممي بنقل المقرات الرئيسية لكل المراكز والمؤسسات التجارية والمالية والمقار والمكاتب الرئيسية الرسمية وغير الرسمية  والمنظمات الأممية  وغيرها من مناطق سيطرة الحوثيين إلى مناطق حكومة الشرعية باعتبارها الحكومة المعترف بها دوليا ..(5) ومالم يتم تحقيق تلك القرارات في هذه اللقاءات الحوارية الراهنة في مسقط فعلى مجلس القيادة الرئاسي وحكومته الشرعية  اعلان الحسم العسكري أو أن يذهبوا إلى الجحيم ..