قبل فتح طريق ثره!!

تقول إحدى نازاحات بركان .. بعد أن تم تشريدنا من منطقتنا ببركان في مكيراس أتجهنا إلى لودر و حصلنا على منزل في إحدى قراها بإيجار مناسب و بعد أن استقرينا فيها و بعد أن يأسنا في العودة إلى قرانا بدأنا نرتب أمورنا على مدة طويلة من النزوح ففكرنا في شراء اغنام و تربيتها و بمساعدة من الخيرين تم ذلك و عملنا لهن زريبة بجانب البيت و كان زوجي يعمل مع في موسم حصاد الزراعة مع أصحاب الأراضي الزراعية و كان بدلا من أن يتقاضى اجره مالا فكان يفضل بدلا عنه الحصول على (القصب) من اجل الأغنام و قمنا بعمل له مكانا بجانب زريبة الأغنام و في ليلة صحينا منتصف الليل و القصب يحترق و النار قد وصلت إلى الأغنام فضت عليها و على القصب ، بعد أيام من الحادثة كانت تصلني اخبار و يتحدث البعض من أن فلان و فلان هم من احرقوها فتحدثت مع زوجي بذلك و أشرت عليه أن يذهب إلى كبير القرية و يخبره بما تصلنا من اخبار عن الحادثة و كان رد زوجي هو الرفض و الصبر و توكيل أمرنا إلى الله و يقول كيف لي ان أتهم اولاد ناس هم يقبلون بنا في قريتهم .. و هكذا الحال عندما يأتي اولادنا يبكون و يشتكون من أن ابن فلان قد تهجم عليهم أو ضربهم فأننا نقوم بمواستهم و يطلب زوجي الصبر ..

 بعض نازحي بركان قد فضلوا النزوح و السكن في العراء في الأودية و شعاب الجبال حتى لا تهان كرامتهم ..

  في قريتي زرت أحد النازحين من ال بركان الذي كان مريضا و بينما أنا اواسيه حول مرضه و أنه سيتعافى منها قريبا قال لي .. أن مرضي هين عليه و سيزول و لكن شوقي و حنيني إلى داري و أرضي هو من ينهكني أكثر و يزيد معاناة ..

  نازحوا بركان هم النازحون فقط على مستوى اليمن كله لأن نزوحهم كان تهجيرا قسرياو تشريدا إجباريا و لم يكن إختياريا أو سياحيا كبقية النازحين الذين يحصلون على العناية و الإهتمام و المساعدات من قبل الحكومة و المنظمات الدولية ..

 تعلمنا في مدرسة عدن الغد أن يكون الوضع الإنساني و المعاناة الإنسانية للمواطن هي القضية الأولى في الرسالة الإعلامية و أن يتم تسليط الضوء عليها قبل أية قضايا أخرى و لهذا أوجه رسالتي للاستاذ فتحي بن لزرق و أقول إن معاناة نازحي بركان مأساة إنسانية لم يتم تسليط الضوء عليها و كانت شبه منسية خلال الفترة الماضية و آن الأوان لذلك ..

  و مع تسارع الحراك السياسي و المجتمع للمطالبة بفتح الطرقات و منها طريق ثره فأني أرى أنه قبل فتح طريق ثره يجب الحديث عن عودة مواطني بركان إلى قراهم و مناطقهم و أراضيهم و مدارسهم و أن يتم ربط ذلك في أي حراك يهدف إلى فتح طريق ثره و طالما كان الحديث عن فتح طريق عقبة ثره إنسانيا فلتكتمل الإنسانية بالحديث عن عودة آل بركان إلى ديارهم و أخذ الضمانات الكافية في سبيل عودتهم و اي حديث عن فتح طريق دون ذلك فالهدف سياسي و لا علاقة له بالإنسانية البتة .

جمال لقم

8 يونيو 2024م