كيف يمكن نقل المراكز الرئيسية للبنوك إلى عدن (المخاطر والتحديات)؟!

نقل المراكز الرئيسية للبنوك من صنعاء إلى عدن، يمكنها أن تتم عبر اجراءات إلكترونية فقط تتمثل بخطوتين لا بد منهما أولا:

الأولى: نقل أوتحويل كلمة السر الأساسية لنظام البنك الرئيسي إلى أي فرع من فروعه بعدن ليصبح مركزا رئيسيا جديدا معتمدا للبنك، بعد توسعته وتأهيل مجموعة من موظفيه ونقل مايمكن من موظفي المركز الرئيسي بصنعاء، بحيث يصبح الفرع إدارة عامة تتم من خلاله إجراء العمليات الرئيسية للبنك وكل ماكان يعتمل في مركزه الرئيسي السابق بصنعاء..

والثانية: نقل شفرة السويفت الخاصة بالبنك إلى ذات الفرع الذي أصبح مركزا رئيسيا جديد للبنك بعدن، وباعتماد شفرة جديدة للسويفت، بعد التنسيق المسبق من شركة السويفت البلجيكية ومركزي عدن والجهات المعنية حول تسهيل ذلك، وحتى يضمن البنك قطع أي ارتباط له بفرع البنك المركزي اليمني بصنعاء وتأمين عملية انتقاله وارتباطه بالبنك المركزي بعدن واستمرار تعاملاته الخارجية مع البنوك الدولية المراسلة من عدن

وبالتالي نقل مركزه المالي من صنعاء الى عدن وقطع كل المكاسب التي كانت تعود للمليشيات جراء هيمنتها عليه بصنعاء وتحكمها بسياساته النقدية لخدمة مصالحها.

لكن الأمر الأصعب في النقل يتمثل في (التحديات التالية):

اولا: مصادرة الحوثيين لأصول تلك البنوك وودائع عملائها بمناطق سيطرتهم .

ثانيا: فقدان السيطرة والتعامل الواقعي مع كافة الفروع الواقعة بصنعاء وماحولها من مناطق المليشيات، نتيجة بسط السيطرة المليشياوية عليهآ بكل تأكيد ومنذ سنوات مضت، وكماحدث سابقا مع شركة سبأفون وغيرها من الشركات والبنوك التى حاولت ونقلت إدارتها الرئيسية من صنعاء..

ثالثا: وضع يد الحارس القضائي الحرامي للمليشيات على كل ودائع العملاء وموجودات فروع تلك البنوك واموالها وأذون الخزانة وسنداتها الاستثمارية وضماناتها ومستنداتها العقارية وغيرها من مكونات رؤوس أموالها، سواء الموجودة طرفها ببنك مركزي السبعين أو بالخزائن الخاصة بها وفروعها بمناطق السيطرة المليشياوية وبالتالي تكبيد تلك البنوك مخاطر فوق قدراتها على الاحتمال..

رابعا: حرمان تلك البنوك من الوصول والاستفادة من أكثر من ثلثي الجمهور والعملاء المتركزين بمناطق الحوثيين والاكتفاء بما لديها من جمهور عملاء وفروع وسوق مصرفي بمناطق الشرعية واحتياطات خارجية.

خامسا : صعوبة نقل مراكز قواعد البيانات من مراكز بطائق وصرافات آلية وقواعد البيانات القديمة وسهولة الاستيلاء عليها من قبل المليشيات.

سادسا : صعوبة نقل الكادر المتمرس على العمل لأسباب مختلفة تتعلق بعضها بعدم قبولهم بالتحول إلى عدن في ظل الأوضاع الحالية وظروف عدن وصعوبة تعويض ذلك الكادر من المتاح الموجود اليوم في العاصمة عدن وصعوبات أخرى يصعب حصرها بمنشور أومقال عابر.

لكن الأمر الأخطر في الموضوع يتمثل فيما سيفعله البنك المركزي بعدن بأرصدة تلك البنوك المودعة في بنك مركزي السبعين.. 

هل سيقوم بتعويض تلك البنوك التي ستنقل من صنعاء إلى عدن، كما فعل سابقا مع بعضها كالتضامن الكريمي وكبد الدولة الشرعية مليارات الريالات من تسسيل ارصدتهم الدفترية المنقولة رقما من مركزي صنعاء.!

وهل سيقوم البنك المركزي أيضا بتسييل تلك الارصدة الجبارة لهذه البنوك التي نقلت اداراتها إلى عدن؛ على حساب ماتبقى من مقدرات الشعب الجنوبي والمناطق المحررة، وتكون أرصدة تلك البنوك بصنعاء لقمة سائغة هنية للمليشيات الحوثية..؟!

ومامدى تأثير ذلك على استمرار انهيار العملة المحلية في عدن والمناطق المحررة من عدمه؟

#ماجد_الداعري