"مناهجُ تاريخِ العربِ للعلومِ: البداياتُ والإشكالياتُ " عنوان محاضرة لمنجية خماسي عرفة بتونسَ

"مناهجُ تاريخِ العربِ للعلومِ: البداياتُ والإشكالياتُ " عنوان محاضرة لمنجية خماسي عرفة بتونسَ

خاص / تونس

في إطار محاضرات مدرسة الدكتوراه أُقيمت مؤخرًا محاضرة قدّمتها الأستاذة الدكتورة/ مُنجية خماسي عرفة عنوانها " من مناهج تاريخ العرب للعلوم: البدايات والإشكاليات " في قاعة محمود المسعدي بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس... قدّمت لها مديرة مدرسة الدكتوراه فقالت عن الأستاذة منجية خماسي عرفة واصفة ومنصفة: 

يسعدنا أن نستقبل الأستاذة منجية عرفة أستاذة متميّزة في جامعة قرطاج وأستاذة الحضارة العربية، لها خبرة طويلة تدريسًا و بحثًا و تاطيرا. 

ساهمت في العديد من الندوات و الملتقيات العلمية المحلية و العربية و الدولية. 

لها دراية بتاريخ العلوم عند العرب و اطلاع واسع على أهم الكتب القديمة و الحديثة في هذا الموضوع، و هي ملمّة بمناهج التأريخ لمختلف العلوم الدينية و الفلسفة و الطبية...

هي خلاصة علم و أخلاق وتواضع...

 

        بدأت خماسي عرفة محاضرتها بتقديمها للمفاهيم، مفهوم المنهج وهو أساس إنجاز البحث، وما هو أيضًا يعدُّ حديثًا عن آليات خاصة يستعملها الباحثون العلماء في علومهم ، ثم عرضت لمخططها في المحاضرة وقسمته إلى أربعة أقسام تحت عناوين رئيسة:

 أولًا: المرحلة (المَاقبلية)، استعرضت فيه وعي العرب المبكر بالتاريخ وأهميته ثمّ تطرّقت إلى المبادرة بالتاريخ للعلوم الدينية. 

ثانيًا: استعرضت الوعي العربي بتاريخ العلوم الطبيعية بين التاريخ العام وتاريخ العلوم، ثمّ ضمّت لهذا القسم التاريخ العربي للعلوم اليونانية.

 ثالثًا: تناولت في هذا القسم من المحاضرة لمناهج التحقيب للعلوم العربية. 

 رابعًا: تناولت مناهج التحقيب لطبقات الأطباء في التصنيفات لتراجم العلماء في الطب والحكمة وفي مقاصد التاريخ للعلوم، لتخلص في النهاية إلى استنتاجات منهجيّة مهمّة تمثّلت في هيمنة الفكر الديني والمزج بين التاريخ الديني والعِلمي ( تشابك الرموز بينهما) وإلى الفكر النّقدي الموضوعي العقلاني ). 

     ثم فُتِح باب النقاش للحاضرين فأجابت عن أسئلتهم باقتدار وخبرة ... وفي نهاية النقاش قامت الأستاذة سامية الدّريدي بتكريم الأستاذة بن عرفة.  

والأستاذة منجية خماسي عرفة تعدّ واحدة من أبرز الوجوه الأكاديمية في تونس ورمزًا للمرأة التونسية، متفانية في عملها حدّ الإبهار، تتميز بالدِّقّة والتنظيم والعرض الاختزالي للمادة العلميّة الغنيّة والعطاء غير المحدود، كما أنها تتمتع بعلاقات طيبة في الأوساط العلمية، خصوصًا بين طلابها العرب الذين يكنُّون لها مشاعر الحبّ والعرفان.

        منجية خمّاسي عرفة (منسية) أستاذة تعليم عالِ متميّزة في الحضارة العربية الإسلامية وتاريخ العلوم العربية بالمعهد العالي للّغات بتونس، جامعة قرطاج. وقد انطلقت دراستها الجامعية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس، عندما كانت تحوي كذلك دار المعلّمين العليا، ثمّ انتقلت إلى جامعة (السوربون) بباريس، وحصلت على دكتوراه المرحلة الثالثة في الحضارة العربية، ثمّ عادت إلى تونس ودرَّست بها في التعليم الثانوي ومعهد بورقيبة للغات بتونس، وسجّلت في دكتوراه الدولة بكليّة الفنون والإنسانيات بمنّوبة في (الحلي والجواهر في المجتمع العربي) وحصلت عليها بملاحظة مشرّف جدّا.

وقد قدمت في الجامعات التونسية دروسّا في اللّغة والترجمة والمصطلحية، وفي مواضيع من الحضارة العربية القديمة والحديثة والمعاصرة، وتاريخ العلوم، بمعهد بورقيبة ثمّ المعهد العالي للغات بتونس (تعليم العربية للناطقين بغيرها، ثم في مستويات أستاذية الترجمة واللغات المزدوجة والعربية، فالإجازة، فالماجستير فالدكتوراه)، و كلية منوبة (الماجستير) بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية (الدكتوراه) وكلية القيروان(الماجستير). هذا فضلاً عن الإشراف على مذكّرات البحث والأطروحات، والإسهام في مناقشتها، رئاسةً وعضويةً.

كما شغلت منصب مديرة الدراسات والتربّصات بالمعهد، وكذلك مقرّرة للّجنة القطاعية للعربية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فضلّا عن تعيينها عضوة في لجنة انتداب المساعدين بالوزارة.

وعلى مستوى البحث: أسهمت (خمّاسي عرفة) في العديد من الندوات والملتقيات المحلّية الّتي نظّمتها الجامعات التونسية (بتونس، والقيروان وقفصة وسوسة وباجة وقابس ومدنين وجربة...) والدولية، وفي البلدان العربية (لبنان والأردن ومصر والمغرب والجزائر وقطر وعمان) والغربية (فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والولايات المتّحدة الأمريكية وروسيا و اليونان...)، والإفريقية ( جنوب إفريقيا والسنغال).

وقد أسّست وحدة بحث ثمّ مخبر في اللّغة والأشكال الثقافية، وهي الآن مشرفة على فريق بحث في الخطاب وأنماط مقارباته فضلًا عن عضويتي في مجموعة من الجمعيات العلمية التونسية والدولية، ومنها الجمعية الأردنية لتاريخ العلوم العربية والشبكة الاجتماعية والُّلغوية الفرنسية وعضو في مجموعات إسناد بعض الجوائز ( الطاهر الحدّاد – زبيدة بشير...).

أمّا النشر، فقد صدر لها كتاب سلطة الكلمة عند أدباء الإصلاح ومجموعة من المقالات في الترجمة وتاريخها وتقنياتها، وفي المعجمية والاصطلاحية، وفي سيميائيات الظواهر الحضارية، من حلي ولباس،

وفي التعليمية وتاريخ التعليم وتاريخ المدارس. فضلًا عن محاور أخرى من تاريخ العلوم العربية. هذا

بالإضافة إلى الإشراف على تنظيم مجموعة من الندوات والملتقيات ونشرها.

وقد حظيت من جامعة قرطاج بجائزة للأساتذة المتميّزين في اختصاصهم، ونالني كذلك شرف إهداء ندوة حول التفكّر في التعليم بتونس من تنظيم وحدة البحث في اللّغة والأشكال الثقافية وندوة حول مظاهر من الحضارة العربية بمعهد قفصة.

وهي مستمرّة في البحث والإسهام في الندوات والملتقيات المحلّية والدولية، ومناقشة الأطروحات وتنسيق بعض النشاطات العلمية... حفظها الله وزادها رفعة ونفع بها الأمة.