الشاعر اليمني محمد الجعمي ومشروعه القومي في مدينة زغوان التونسية
تونس / خاص
في إطار الجهود التي يبذلها الباحث اليمني مجيب الرحمن الوصابي بالتعريف بشعراء اليمن، وفي ملتقى الشعراء العرب في مدينة زغوان الجبلية السياحية، قدّم الوصابي واحدا من أهم شعراء اليمن المعاصرين والذي عدّه الوصابي من القلائل الذين يحملون مشروعا قوميا واضح المعالم من خلال ما يكتبه من أشعار، وهي النظرة التي قد يساء تفسيرها برأي الوصابي في إطار تنامي خطاب مشروع استعادة الدولة أو ما يعرف بخطاب الهوية الجنوبية في اليمن عند مثقفي الجنوب ... وهو ما يزال مصرا على نظرته البعيدة ذات البعد القومي على وحدة الأمة العربية من المحيط الى الخليج.
كما انه ما برح يكتب القصيدة العمودية بإصرار، بل من اشد أنصارها، وقد بين الباحث الوصابي أثر السياق التي نشأ فيها الشاعر فوالده من الشعراء الشعبيين ..... حيث كان شاعرًا شعبيا معروفًا وشخصيةً قبليةً ومناضلًا ثوريًا مع المد الثوري القومي العربي التحرري آنذاك، وتعرض للسجن في مراحل كثيرة، وكان يتغزل في الوطن من خلف قضبان السجن، وتحدث الوصابي عن أثر ابن عم الشاعر المرحوم محمد سليمان شيخ؛ حيث كان أديبًا مثقفا ذا سعة واسعة في الاطلاع وقد تأثر به الجعمي واستفاد منه الجمعي كثيرا من خلال مساجلاته الشعرية رغم فارق السن بينهما
بعدها انتقل الدكتور الوصابي أستاذ النقد في جامعة عدن والجامعة الدولية الى عرض نماذج مما قاله الجعمي في مناسبات مختلفة بأشعار عن الشام والعراق ومصر والأندلس تجسّد مذهب الجعمي ومشروعه الذي يستحق الوقوف... وبعدها توقف الوصابي عند قصيدة عن طوفان الأقصى التي نالت اهتماما عربيا وقراءة نقدية من الناقد المعروف احمد إبراهيم
وقرأ الوصابي رائعة الجعمي (شعر في موكب طوفان الأقصى) التي استحسنها الحاضرون
أوْجَعَتنَا بِحُزْنِهَا الأكدارُ
والليــالي مَرَافِئٌ وانْتِظارُ
هكذا شَاءَ رَبُّنَا يا رفاقي
إذْ جَرَتْ بِالمَدَامِعِ الأشعارُ
- أيُّ حُزْنٍ هذا الَّذِي يَعْتَرِينا
يا إلَهِي وأيُّ صَبرٍ يُعارُ
غزةُ الآنَ يا لغلِّ الأعـــادي
كيــف تلهو بِأهلِهَا الأخطارُ
وإذا القومُ للحوارِ تَنَادَوْا
وإذا الحربُ بالكؤوسِ تُدَارُ
أَزِفَ الموتُ يا لحزنِ المراثي
ضَاقَ با لصَّابِرينَ هذا المَدَارُ
ما عَلَى الأرضِ مِنْ شفيعٍ يُرجَّى
كيف هانَ الإخا وعزَّ الجوارُ
وإذا لاذَ بالخَنُوعِ عَبِيدٌ
فبكم وحدكُم يلوذُ الفَخَارُ
أَذِنَ اللهُ للرِجَــــالِ فثارتْ
كالبراكيــــنِ إذْ دَوَى الانْفِجارُ
عصفتْ بالْعِدَى رياحٌ عواتي
وَمِنَ الأرضِ يُبعَثُ الإعْصَارُ
أَظْلَمَ الليلُ والليالي عجافٌ
إذْ تَوَارَتْ بنورها الأقمارُ
هكذا فازَ بالمنيَّةِ طِفْلٌ
وارتضت بالدَّنيَّةِ الأقطارُ
جاءَ تشرينُ والعشيَّاتُ كَسلَى
فَكَسَا وجهها الجَلَا والوَقَارُ
وإذا لاحَ بالبشاراتِ فجرٌ
رَفَّ بالحلم والأماني فَنَارُ
هكذا قال شاعرٌ: للقوافي
يا بنةَ الروحِ، كيفَ تُرثَى الدِّيارُ
هل يجودُ الشَّذَا بنفحةِ عِطرٍ
وَمَتَى يَلْثَمُ النَّدَى الجُلَّنَارُ
بين عهدٍ أتَى ومَاضٍ تَوَلَّى
يَقْرَأُ الليلُ ما يخطُّ النَّهارُ
فأمنحوا الصُّبحَ من ربيعِ الأمَانِي
نفحــــةً كَـــيْ يَزُورَنَا آذارُ
كَيْ يميسَ المَدَى بأجنحةِ النُّور
- وَتَشْـــدُو بلحنِها الأطْيَـــارُ
يا تَلاميـــذَ غزَّةٍ " حررونا
أنتمُ النَّاسُ أيُّها" الأحْــرَارُ
الجدير ذكره أن الشاعر والتربوي اليمني محمد ناصر شيخ الجعمي، يعمل حاليا مستشارا بوزارة التربية والتعليم، ومدير لاتحاد المثقفين العرب بعدن، والذي صدر له العديد من الدواوين الشعرية المشتركة، منها ديوان: "شعراء اليمن" موسوعة الشعراء الألف، و"ديوان العرب" مع مجموعة من أبرز الشعراء في الوطن العربي، وديوان العراق في عيون الشعراء، وديوان فلسطين في عيون الشعراء، وديوان سوريا في عيون الشعراء، كما صدر له مؤخرا ديوان: "على بعد حلم".
وقد نال العديد من الجوائز والشهادات التقديرية من خلال اشتراكه في عدد من المسابقات الدولية، وله العديد من المشاركات القلمية عبر مقالات ودراسات بالمجلات والصحف، والإذاعات العربية.