انتهاكات حو...ثية تطال 160 ألف مدني خلال عقد من الحرب...
منبر الاخبار / خاص
كشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات عن حصيلة صادمة لانتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، مسجّلة 160 ألفًا و955 انتهاكًا جسيمًا ارتكبتها مليشيات الحوثي منذ 21 سبتمبر 2014 وحتى النصف الأول من 2025، في واحدة من أكبر المآسي الإنسانية التي يشهدها البلد منذ اندلاع الصراع.
وذكرت الشبكة في تقريرها السنوي — الذي حصلت عليه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) — أن المليشيات تسببت في مقتل 21,946 مدنيًا بوسائل متعددة، بينها القصف العشوائي والقنص وزراعة الألغام وعمليات الاغتيال. وشملت الحصيلة 3,897 طفلًا (بينهم 512 رضيعًا) و 4,123 امرأة إضافة إلى 189 شخصية قبلية واجتماعية استُهدفت ضمن سياسة تهدف لإضعاف النسيج الاجتماعي. كما وثّقت الشبكة مقتل 3,769 مدنيًا بالألغام المزروعة في الطرقات والقرى والمناطق السكنية، في انتهاك يرقى إلى جرائم حرب.
وسجل التقرير 33,456 إصابة بين المدنيين، بينهم 5,962 امرأة و 2,983 طفلًا، نتيجة القصف والاعتداءات المباشرة. كما أصيب 3,189 مدنيًا آخرون بسبب الألغام، بينهم 654 طفلًا و 392 امرأة، في ظل استمرار انتشار الحقول الملغّمة دون خرائط أو إجراءات إزالة.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من 812 مدنيًا أُصيبوا بإعاقات دائمة جراء الألغام، بينهم 411 طفلًا وامرأة، مؤكدًا أن المليشيات استخدمت الألغام في القرى والمزارع والطرقات وحتى المدارس، بما يعكس استخفافًا متعمدًا بحياة المدنيين. كما سجّلت الشبكة 21,731 حالة اختطاف واعتقال وتعذيب وإخفاء قسري طالت سياسيين وصحفيين وأكاديميين وأطباء ونساءً وأطفالًا ولاجئين وموظفين أمميين.
وخلال الفترة ذاتها تم تسجيل 2,678 حالة إخفاء قسري ما تزال أسر الضحايا تجهل مصيرهم، إضافة إلى 1,937 مختطفًا تعرضوا لتعذيب نفسي وجسدي، بينهم نساء وأطفال ومسنون، فيما رُصدت 476 حالة وفاة تحت التعذيب داخل السجون الحوثية أو بعد الإفراج عن الضحايا بفترة قصيرة نتيجة الإهمال الطبي.
كما كشف التقرير أن المليشيات تدير 778 سجنًا ومعتقلًا في مناطق سيطرتها، بينها مئات السجون السرية داخل منشآت حكومية وأخرى مدنية. وسجلت الشبكة آلاف الانتهاكات بحق المساجد ودور العبادة، شملت القتل والاختطاف والتعذيب وتفجير المساجد وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية ومراكز تعبئة طائفية تستهدف الأطفال والناشئة.
ورصدت الشبكة تفجير 1,232 منزلًا ومنشأة في عدد من المحافظات، إضافة إلى 56,287 انتهاكًا ضد الأعيان المدنية شملت منازل ومزارع ومحال تجارية ومركبات وممتلكات عامة وخاصة. كما سجلت 4,121 انتهاكًا بحق المرافق الصحية، شملت القتل والإصابة والاعتقال ونهب الأدوية والمساعدات الطبية واستخدامها في المجهود الحربي.
وبحسب التقرير، تعرّض الصحفيون والمؤسسات الإعلامية لمئات الانتهاكات، بين قتل واعتقال وإخفاء قسري وإغلاق وسائل إعلام وحجب مواقع، في إطار سياسة ممنهجة لإسكات الأصوات المستقلة وحجب الحقيقة.
وأكدت الشبكة أن حجم الانتهاكات واتساعها يكشف نمطًا ممنهجًا قد يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق القانون الدولي الإنساني.
وطالبت الشبكة المجتمع الدولي بممارسة ضغوط جديّة ومنسّقة على مليشيات الحوثي للإفراج الفوري عن جميع المختطفين، ووقف التعذيب، واعتبار المليشيات جماعة مسلحة تمارس الإرهاب والانتهاكات الممنهجة، واتخاذ إجراءات دولية رادعة لوقف ما يتعرض له المدنيون من جرائم مستمرة.




