طرق الحديدة تتحول إلى "قنابل موت" في ظل جبايات الحو...ثيين...
منبر الاخبار / خاص
تشهد محافظة الحديدة الساحلية أوضاعاً خدمية متدهورة منذ أكثر من عقد من الزمن، حيث يعيش سكانها تحت تهديد يومي بسبب تردّي شبكة الطرق، بينما تواصل جماعة الحوثي فرض جبايات هائلة من موانئ الحديدة دون أن تستثمر هذه الإيرادات في تحسين البنية التحتية.
وفقاً لمصادر محلية، إن الطرق الرئيسية مثل الصليف، الجراحي، الزيدية، وباجل باتت متهالكة إلى درجة غير مسبوقة، إذ امتلأت بالحفر وتآكلت طبقات الإسفلت، ما حوّل التنقّل عليها إلى خطر دائم. وغالباً ما تردّدت أنباء عن وقوع حوادث مميتة، من انقلاب شاحنات إلى اصطدام سيارات، دون أن تشهد المحافظة أي تحسين واضح في الصيانة.
ويحمّل الأهالي جماعة الحوثي، وبشكل خاص ما يُسمى "هيئة الطرق والجسور"، مسؤولية هذا الانهيار. فبالرغم من الإتاوات الثقيلة التي تفرضها على سائقي الشاحنات تحت عنوان «تحسين الطريق»، فإن تلك المبالغ لا تستثمر لصالح صيانة الطرق، بل يُعتقد أنها تذهب إلى جيوب القيادات والتنظيم الحوثي.
ويشير السكان إلى أن ما يجري ليس إهمالاً عشوائيًا، بل فساداً منهجياً، حيث تترك الجماعة المرافق الأساسية تتآكل بينما تركز على تعزيز مواردها المالية. ويدعم هذا الرأي مراقبون اقتصاديون، الذين يرون أن هذه الجبايات تُظهر أن هدف الحوثيين يتجاوز السيطرة الإدارية إلى استغلال الحديدة كمصدر دخل ضخم.
هذه الادعاءات المدعومة بتقارير مستقلة، خصوصاً تقرير «موانئ الحرب» الصادر عن مبادرة “استعادة الأموال المنهوبة – ريغن يمن”، والذي كشف أن الحوثيين جمعوا ما يقرب من 789.9 مليون دولار (نحو مليارات الريالات) خلال الفترة من مايو 2023 إلى يونيو 2024 عبر موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
كما أشار التقرير إلى أن هذه الإيرادات لم تُستخدم لتحسين الحياة المدنية، بل ذهبت لدعم الأنشطة العسكرية للجماعة.
ويشير تقرير آخر إلى أن جزءاً كبيراً من هذه الجبايات يُفرض على المشتقات النفطية؛ حيث بلغت الإيرادات من البنزين 332.6 مليون دولار، ومن الديزل 173.9 مليون دولار، والغاز 95.7 مليون دولار.
ويُرجَّح أن هذه السياسة قد ساهمت في ارتفاع تكاليف النقل والطاقة، وتفاقم الأزمة المعيشية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.
إلى جانب ذلك، كشفت مصادر عن اختطاف جماعة الحوثي لأربع من قيادة مكتب النقل العام في الحديدة، بعدما شاركوا في احتجاجات ضد ممارسات الجباية وفساد قطاع النقل.
ويخشى مراقبون من أن استمرار هذا الإهمال سيجعل محافظة الحديدة قنبلة موقوتة، تواصل حصد الأرواح بغير رحمة، بينما تستمر مواردها في تمويل آلة الحوثيين دون أي مقابل لصالح المواطنين.



