الناشط السياسي عارف ناجي علي: الارتزاق باسم الجغرافيا خيانة للوطن والهوية لا تقاس بالكيلومترات

منبر الأخبار:خاص
انتقد الناشط السياسي عارف ناجي علي ما وصفه بـ"حالة الانبطاح والارتزاق المقيت" التي ظهرت في بعض المنشورات والمواقف السياسية، والتي تسعى – بحسب تعبيره – إلى تبرير التفكك وبيع الوطن بالتقسيط تحت غطاء الجغرافيا والخصوصية الثقافية.
وكتب عارف ناجي علي على صفحته في فيسبوك قائلاً:
بالأمس قالوا إن حضرموت أقرب إلى السعودية، واليوم سيقولون إن المهرة أقرب إلى عُمان، وغداً سيقولون إن عدن والحديدة أقرب إلى إفريقيا، وبعد غد ربما يزعمون أن أبين وشبوة أقرب إلى الهند وسقطرى إلى الصومال! هكذا يُمحى الوطن باسم الجغرافيا، وكأن الهوية تُقاس بالكيلومترات لا بالانتماء والتاريخ والدم".
وأضاف أن هذه الطروحات تمثل ارتهاناً فكرياً وعبودية سياسية خطيرة، داعياً إلى التمسك بالهوية الوطنية الجامعة، قائلاً:
اتقوا الله وكفوا عن هذا الارتهان، فاليمن ليست تهمة ولا عاراً يُتجنب ذكره. لقد حاول المستعمرون والطغاة عبر التاريخ اقتلاعها من وجداننا فعجزوا، فكيف بمن يبيعها اليوم من الداخل؟".
وأكد الناشط السياسي أن اليمن كانت وستظل هوية جامعة لكل أبنائها رغم خلافاتهم السياسية، مشيراً إلى أن وجود دولتين في الماضي – جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية – لا يلغي تمسكهما بالهوية اليمنية الأصيلة، بل كانتا تعبّران عن حق مشروع في الكيان السياسي والإداري لكل شعب، دون أن تفقدا ارتباطهما بالجذور التاريخية والانتماء الوطني الواحد.
وتابع قائلاً:
حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره السياسي حق مشروع كأي حق سياسي يقرّه القانون الدولي، لكن الخطورة تكمن في أن يتحول هذا الحق إلى وسيلة للارتزاق أو الارتهان لقوى خارجية، فقيادات الدولتين السابقتين لم تكن يوماً تعرض سيادتها أو قرارها الوطني لمستعمر جديد".
وفي ختام تصريحه، شبّه ناجي حالة بعض السياسيين اليوم بالمثل اليمني الشهير "عاد الجنان يشتي عقل"، موضحاً أن
الفرق بين الجنون والارتزاق أن الأول قد يُعذر، أما الثاني فيحتاج إلى عقل وضمير قبل أي مبرر.
ودعا عارف ناجي علي النخب السياسية والإعلامية إلى تحمّل مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية في الدفاع عن الهوية اليمنية، وصون حق الشعوب في تقرير مصيرها ضمن إطار يحفظ الكرامة والسيادة، بعيداً عن التبعية والارتهان لأي مشروع خارجي.