دكتور عوض يدعو إلى صلوات لأجل اليمن...

منبر الاخبار / خاص
منبر الرأي ...
د. عوض محمد يعيش....
الحمد لله الذي أمر بالعدل والإحسان، ونهى عن الظلم والطغيان.!
إننا نلتقي عبر الأثير على منصات الفضاءات السيبرانية لنصلي بقلوبنا الموجوعة من اجل اليمن ولنناقش أحوال البلاد والعباد التي أصبحت لا تسر صديقا، ولا تغيظ عدوا.
فهلموا بأفكاركم النيرة لنتحمل جميعا مسؤلية إنقاذ بلادنا التي تكاد الحروب والفساد تعصفان بها.
تعالوا لنتدبّر في أوضاعنا ونبحث عن المخرج الذي ينقذ بلادنا من التشظي والحروب، ونُعْلِم من يجهل أو يتجاهل أن الحكم بالغصب رجعي وغير مقبول شعبياً
وكما قال أبو الأحرار الزبيري رحمه الله:
والحكم بالغصب رجعي نقاومه
حتى وإن لبس الحكام ما لبسوا
فالشعب يصلي لله وهو الحاكم لنفسه بنفسه، وبذلك نستطيع أن نرفع من شأن أمتنا، ونصلح أحوال بلادنا، ومن القضايا التي لا يجوز السكوت عنها ما نراه من غياب للعدالة والإنصاف في نواحي شتى من اوضاعنا اليوم:
ومنها غياب العدالة والإنصاف في توزيع الوظائف، والمناصب، الحكومية خاصة في الهيئات الإيرادية؛ كـمكاتب الزكاة، والضرائب، والجمارك، والأوقاف، والوظائف الدبلوماسية والقنصليات.
وإن مما يُؤلم القلب، ويحز في النفس أن تُمنح المناصب في هذه الهيئات بالذات لا على أساس الكفاءة والخبرة، ولا على أساس معيار الأمانة والعدالة، بل على أساس المحسوبية، أو الانتماء العائلي، أو الولاء المذهبي، أو الجهوي، أو عن طريق شراء الولاءات.
نحتاج نصلي لله كلنا من اجل اليمن ليس لإننا فقط نسمع آهات وأنات التجار، وصغار الباعة والحرفيين، واصحاب المهن يئنون من جور أوجاع الجبايات الباهظة، والممارسات التعسفية، التي يلاقونها من موظفي أدوات النهب، والبطش، والاستيلاء على المال العام، واموال الناس، وأعني موظفي ةالهيئات الجابية، التي تجاوزت حدودها، فطالبت الناس بما لا يُطيقون، بل وصلت الجبايات إلى ما لا سند له، لافي شرع ولا قانون وكلها تقع على ظهورنا.!
هذا لايجوز فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل أشركه الله في سلطان فلم يعدل" [أخرجه الطبراني].
في واقعنا المؤلم مشاهد غير سوية لا حصر لها؛ فمثلاً من جهة نرى جبايات مرهقة، ومن جهة أخرى نرى أموالاً تُصرف في غير مواضعها، وفي المقابل نشهد قطعًا لرواتب الموظفين، وتدنيا كبيرا في الخدمات، وغيابًا لمشاريع التنمية، كل ذلك وامثاله كثير قد أدى من جهة إلى تدهور الأوضاع الإقتصادية والمعيشية للشعب، ومن جهة ثانية دفع بالكثير من نساء وأبناء الأسر الى حافة التسول في جولات، وشوارع، واسواق معظم المدن اليمنية، وهكذا صارت البلاد بلاد جباية لا بلاد تنمية، بلاد تُطرد منها رؤوس الأموال، وتتسع فيها دائرة التسول، بلاد المتناقضات أشخاص يخزنون بعشرات الآلاف، بل والبعض بمئات الآلاف، ويتغدى البعض منهم بعشرين،بل ربما بثلاثين ألف
فلا قانون يوقفهم، ولا ضمير يردعهم.
بينما أسر كثيرة تتضور جوعاً وتلجئها الفاقة إلى وجبة واحدة فقط في اليوم؛ محتواها لقمة كسرة يابسة، وشيء من الزبادي إن تيسر.!
لقد أصبحت بلادنا بلادا يُهاجر منها الأمل، ويحضره، بل ويحاصره الواقع الإمامي الكهنوتي بأسوأ مافيه.!
فاتقوا الله يا ولاة الأمور، واجلسوا على طاولة الحوار ولا تستحِلّوا عائدات الحروب مهما بلغ مقدارها ولا تستحلوها مهما لذ لكم طعمها ومذاقها وارحموا هذا الشعب المكلوم، واعلموا أن الظلم نار تأكل أصحابها، وأن السلطة التي تُقوم على الظلم لا تدوم، وأن الحكم الجائر يهلك أصحابه، ولو بعد حين!.
نصلي لله عل مسؤولوا بلادنا يؤمنون إن من أعظم الأمانات التي سيسألون عنها يوم القيامة هي العدل بين الناس، والحرص على مصالح الأمة، وتحقيق الكرامة المعيشية والحقوق الإنسانية.
قال صلى الله عليه وسلم:
"كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته" [رواه البخاري ومسلم].
إننا من هذا المنبر نُناشد كل مسؤول في بلادنا أن يتقي الله في هذا الشعب الجريح، وأن لا يجعل همه من المنصب اعداده مطيّة لثرائه ولا مطية لإثراء الأقارب والمقربين، بل يجعل همّه تحسين ظروف الناس، وتوفير العدل والخدمات، ومحاربة الفساد لا التستر عليه، وتغطيته.
وندعو الناس إلى أن يطالبوا بحقوقهم المشروعة، وأن لا يسكتوا عن الظلم، ولا يرضخوا لهيئات الجباية حين تُرهقهم بغير حق، ولا عن خطباء يتخذون من المنابر منابر سبٍّ وشتائم وتكفير وطعن.!.
يا أهل اليمن صلو لله من اجل مايحتاجه الوطن.!
الوطن يحتاج إلى دولة مؤسسات، دولة نظام وقانون، وليس إلى دولة همها الجباية، وبناء مراكز دينية مذهبية، وحوزات مرجعية، وحلقات دينية تتبنى تلغيم أدمغة أبنائنا وشحنها بالحقد والكراهية للمخالفين.!
بلدكم يحتاج إلى دولة تفتح ذراعيها للاستثمار، لا أن تبني اجيالا تتسم بالتجهيل، وتعيش على النهب والابتزاز.!
وننصح من بأيديهم السلطة اليوم أن يراجعوا أنفسهم، وأن يتركوا حرصهم المبالغ فيه على توسيع دائرة كراهية الناس لهم فوق ماهي عليه الآن، وأن يحذروا عاقبة اعوجاج سيرهم في ممشى الطغيان والغي، وأن لا يغتروا بفخ الحشود الإجبارية التي يسوقونها إلى ميادين الرسول الأعظم سوقاً؛ فقد سئمها الناس كما سئموا بالضبط الاستماع القسري لخطابات قائدهم العلم التي لا تلامس أوجاع المجتمع، لقد سئموها؛ لأنها نابعة من وعي مفرغ من فكرة السلام، والمساواة، والعدالة، ولأنها نابعة من وعي فاقد للأفكار التنموية، سئموها لأنها نابعة من وعي مزحوم بمضامين الظلم، والحروب، وبثقافة عقائدية موروثة، قوامها الطغيان، والنهب، والتجهيل وإرهاق الناس بالجبايات الجائرة.!
اللهم أصلح الراعي والرعية، واهدِ ولاة أمورنا لما تحب وترضى.
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إن الله وملائكته يصلون على النبي اللهم صل على نبينا محمد وعلى أنبيائك أجمعين؛
ولله الامر من قبل ومن بعد...