التشابه الثقافي بين تركيا والبلاد العربية

عمر الفاروق بكر/ اسطنبول
التشابه الثقافي بين تونس والعرب يُبرز الروابط العميقة بين شعبين يمتلكان حضارة وتاريخًا عريقين. على الرغم من اختلاف الطابع الخاص لكل بلد، إلا أن القيم والعادات المشتركة تخلق أرضية متينة للألفة والتفاعل. ففي كلا البلدين، تُعتبر العائلة محورًا رئيسيًا للحياة اليومية، حيث يُقدَّر كبار السن وتعزز التجمعات العائلية، خاصة خلال المناسبات. إلى جانب ذلك، تحظى الضيافة بمكانة كبيرة، فالضيف دائمًا مرحب به ويتم الاهتمام به بكل حب
. في المجال الغذائي، يظهر تشابه واضح؛ إذ يحتفي الشعبان بالزيتون وزيت الزيتون كعنصر أساسي في المطبخ، لاسيما ببلدان كتونس وبلاد الشام مع الاستخدام الواسع للتوابل التي تضفي نكهة فريدة على الطعام. كما أن الخبز يلعب دورًا مهمًا ضمن كل وجبة. وفي مجال اللباس، تكما ُظهر الملابس التقليدية المُزينة بالتطريز والزخارف تراثًا غنيًا في كلتا الثقافتين
. الفنون اليدوية أيضًا لها مكانة مرموقة، كصناعة الخزف، التطريز، والسلال، التي تعكس الحرفية والإبداع المتأصل لديهما. رغم اختلاف اللغة بين تونس وتركيا، القرب الثقافي لعب دورًا كبيرًا في تعزيز التفاهم والتواصل بين الشعبين. هذا التقارب يسهم في تحقيق تبادل ثقافي مثمر يدعم قيم التعاون والتسامح. وعلى سبيل المثال،
خلال المشاركة في أحد المعارض الثقافية في تونس، كانت الصناعات اليدوية والملابس التقليدية التونسية ملفتة للنظر، خصوصًا تلك القادمة من مدينة قمرت، هذه المدينة التي تُعتبر رمزًا للثقافة والحضارة. تميز مدينة قمرت يظهر جليًا في صناعاتها التقليدية التي تحمل طابعًا فريدًا. وقد لفت الانتباه بشكل خاص دور الأطفال في نقل التراث من جيل إلى جيل عبر مساهماتهم في الحرف اليدوية، مما يعكس مدى اهتمام الأهالي بحماية إرثهم الثقافي. الثقافة والتقاليد ليست مجرد هوية تُميز تونس ومدينتها قمرت فحسب، بل هي أيضًا وسيلة للتواصل مع العالم والانفتاح على الأفكار الجديدة مع احترام الآخرين. بالختام، تُعد الثقافة والتقاليد مصدرًا للفخر وجسرًا للتفاهم بين الشعوب، مما يدفع نحو بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المستمر