الكبتاجون هو السبب
حين تسمع ما يقول الـhـوثيون تعجب وتستغرب، وتقول في نفسك: كيف يصدر عن هؤلاء، الذين يُفترض أنهم بشر وأناس، ويُهيأ لنا أنهم أوادم مثلنا؛ أقوال وتصرفات وأفعال لا تمت للآدمية وبني البشر بأي صلة؟!
وقديمًا قالت العرب: إذا عرُف السبب بطل العجب. وها أنا قد عرفت السبب وبطل عجبي، لقد عرفت أن هذه التصرفات الحيوانية وغير الإنسانية الصادرة عن الـhـوثيون، ما هي إلا بفعل تعاطي الكبتاجون (مخدرات إيرانية)، هي سبب فقدانهم عقولهم الآدمية، وهي وراء تصرفاتهم وأفعالهم غير الإنسانية.
كيف تسلب تلك الحبوب المخدرة الصغيرة، التي تُصدٌِرها إيران لأنصارها وأذرعها في المنطقة عقولهم الآدمية، وتحولهم إلى دمًى بيد المرشد دجال إيران الكبير، يحركهم كيف يشاء، ويخوض بهم معاركه العبثية؛ من أجل النظام الإرهابي الإيراني، ومشروعه مشروع الواهمين الخاسرين، وتزج بهم إيران وراء المستحيل؛ لأنها تَعدُّهم بضاعة رخيصة شرتهم برأس مال بخس، ثمنهم حبة (كبتاجون)؛ ولذلك هي لا تكترث لهلاكهم ولو هلكوا جميعا.
فبعد انهزام أذرعها في سوريا ولبنان، لم يبقَ لديها سوى ذيلها في اليمن (الـhـوثي)، تعاملت وكأنها لا تثق إلا به، تَوهِمه بذلك، وفي الحقيقة هي لا تثق به، بل تثق برقعة الأرض التي يستولي عليها والموقع الجغرافي الذي تراه المكان المناسب لاستثماراتها في المنطقة وبماذا تستثمر إنها تستمثمر بالمخدرات صناعة وتجارة، ونقلت له مصنع مخدرات (الكبتاجون)، تصنعها وتصدرها من اليمن ؛ لتضرب بكل حبة عصفورين؛ أي: هدفين أساسيين؛ لتمويل وتعزيز حربها الإرهابية في طريق مشروعها العقيم والتدميري.
إن الهدفين اللذينِ ترى إيران إنها تحققهما بحبة (كبتاجون) واحدة، تعتمد عليهما كثيرًا في حربها، ولولاهما لَما وجدت إيران موطئ قدم ولا عبدًا أجيراً لها في الوطن العربي.
هدفها الأول، هو المال والتجارة الفاسدة المفسدة، التي تزعم أنها دولة إسلامية، والإسلام براءً من خبثها وخبائثها فتَعدُ بيع المخدرات تجارتها الرابحة، ومصدر تمويلها الأول؛ فتوفر منها السيولة المالية؛ لتحريك عملياتها العسكرية وأدواتها من فصائل وجماعات محور الشر الفارسي في المنطقة.
اما الهدف الإيراني الثاني، فهو الأخطر ويتمثل في الاستيلاء على العقول البشرية وإفراغها من الأفكار السوية، وحشوها بأفكار عدوانية منحرفة، تحت تأثير هذا المخدر الخطير كما هو حال دميتها عبد الملك الـhــوثي وجماعته الممسوخين؛ بسبب تلك الحبوب الشيطانية.
وضمن هدفها الثاني المتمثل بالتأثير في العقول، وضعت احتمالاتها بأن هناك من لا تستطيع السيطرة على عقله، كما سيطرت على عبد الملك وجماعته، كون هناك عوامل كانت سبب السيطرة الكلية على عقول الـhـوثين وأفكارهم؛ أهمها: أن لديهم ميولًا نحو الانحراف، وهذا كان عاملًا مساعدًا سهل على إيران النجاح في السيطرة عليهم؛ ثم يأتي دور الجرعات الزائدة التي يتعاطونها بإفراط، ومن العوامل المساعدة هو حصولهم على تلك المادة المخدرة بغاية السهولة، فتصرفاتهم تكشف أنهم يتعاطونها بإسراف وإفراط كبير، ولم تقصِّر إيران معهم، بل كانت سخية في دعمهم، إلى درجة أنها وفرت لهم مصنعًا لإنتاج (الكبتاجون)، أقاموه في محافظة المحويت.
وأجزم، أن هذا المصنع الوحيد والمادة اليتيمة، التي يمكن للـhـوثي أن يفاخر أنها من إنتاج منطاق سيطرته، وبأيادٍ محلية، مع أن هناك خبراء ومختصين إيرانيين، لكن لا يحق لأحد أن ينازع أو يُقاسم الـhـوثي في حقوق إنتاج تلك المخدرات الخطرة؛ كما أنها تحقق بعض النسب الجزئية في السيطرة على عقول بعض المتعاطين في المنطقة وتعتبرها جزئية لعوامل منها عدم استطاعتهم الحصول على الكميات التي يلفحها الـhـوثي، وعدم إمكانية إيران في الوصول إليهم بسهولة لتغرس أفكارها الشيطانية في عقولهم، كما فعلت مع الـhـوثيين وأذرعها الأخرى في المنطقة، ومع ذلك فهي تَعدُّ ذلك التأثير الجزئي أيضًا مكسبًا لها؛ لتنجح في تحييدهم عن الوقوف ضدها؛ دفاعًا عن بلدانهم؛ إذ تجعلهم منشغلين في دوامة بلوتها، لا يهمهم سوى الحصول على تلك الحبوب السامة للعقول، وبهذا تكون سعيدة في تقليص كثير من المدمنين بتلك المادة اللعينة، وبهذا تنفذ إيران عملية إستراتيجية على بعد زمني طويل بتضمن عدم مشاركتة زبائنها بصدها، والدفاع عن بلدانهم من أي عدوان لها.
إن ما ترونه اليوم من الـhـوثي من شطحات وشعارات وعمليات إرهاب وقتل وفعل ونقيضه وتهور واندفاع جنوني في سبيل مشروع إيران، وقبوله أن يسلم مناطق سيطرته لإيران؛ لتكون ثكنة ومنصة لحرسها الثوري، ويجند نفسه أن يكون ناطقًا متبنيًا أفعالها، وإطلاقها الصواريخ، وتهديدها أمن المنطقة والعالم، وحاملًا وزرها فارشًا ظهره لاستقبال الضربات عنها، وامتصاص غضب المجتمع الدولي عن أفعالها بجلده، كل ذلك ناتج عن تأثير المخدرات، وما زاد سلوكه إنحرافًا مؤخرا هو مصنع (الكبتاجون) الإيراني، الذي أقامه بمحافظة المحويت.