بعد أن وقف الحو,,ثيين راتبه صحفي بدرجة مدير عام يتحول الى بائع سرويس ...

منبر الاخبار / خاص
في مشهد يلخص حجم المعاناة التي يعيشها الصحفيون في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، اضطر مدير صحيفة "الثورة" في محافظة عمران هشام الحكمي إلى ترك منصبه الصحفي وارتداء "بدلة السرويس"، ليبدأ رحلة كفاح جديدة في سبيل لقمة العيش.
فبعد أن أوقفت ميليشيا الحوثي صرف مرتبات الموظفين منذ سنوات، وجد الحكمي نفسه مضطراً لافتتاح كشك صغير لبيع المشروبات والمأكولات الخفيفة بجانب مدرسة الكبسي في حي الجراف بصنعاء. الصحفي المخضرم، الذي عُرف بربطة عنقه وبدلته الرسمية، تخلى عن المظهر الرسمي ليواجه الواقع المعيشي القاسي بكرامة.
وبحسب مقربين منه، فإن الحكمي عُرف بين زملائه بنُبله وصراحته وحرصه على نقل معاناة الصحفيين المرضى والمنكوبين، وباهتمامه الإنساني بزملائه في المهنة. وقد رفض كل الإغراءات التي قدمتها ميليشيا الحوثي له، وصمد في وجه التهديدات، مفضلاً حياة الكفاح الشريف على المساومة والمحاباة.
يعمل الحكمي اليوم مع شقيقه ماجد الحكمي، مصحح اللغة في صحيفة "الرياضة" ومجلة "معين"، إلى جانب عدد من الزملاء الصحفيين، منهم زياد وبشار، نجلي الأديب الراحل محمد العصار، رئيس تحرير مجلة معين سابقاً.
يؤكد مقربون أن الحكمي وزملاءه، رغم تخليهم عن "برستيج" المهنة والمناصب، ما زالوا يحتفظون بشموخهم وكبريائهم، ويكسبون رزقهم اليومي من عرق جبينهم، رافضين مد أيديهم أو الانخراط في مشاريع تمويلية مشبوهة.
وتعكس قصة هشام الحكمي واقعاً مريراً يعيشه كثير من الصحفيين اليمنيين في ظل استمرار الحرب وتوقف الرواتب وغياب أي دعم حقيقي لهذه الشريحة من المجتمع...