المستشار عارف ناجي: اليمن يُدار كشركة خاصة والمواطن ضحية

المستشار عارف ناجي: اليمن يُدار كشركة خاصة والمواطن ضحية

منبر الأخبار:خاص

في وقتٍ يعيش فيه اليمن من شماله إلى جنوبه واحدة من أسوأ مراحله التاريخية، سياسيًا واقتصاديًا وإنسانيًا، تتزايد معاناة المواطنين يومًا بعد يوم، في ظل غياب الدولة، وغياب أي رؤية وطنية جادة لإنقاذ البلاد من مستنقع الانهيار الشامل، في وقت يتم فيه تدوير ذات الوجوه والشخصيات التي أثبتت فشلها وتكسبت من معاناة الشعب.

وفي هذا السياق قال المستشار والناشط السياسي العدني عارف ناجي علي في تصريح صحفي:

"اليمن اليوم يغرق في أزمات متعددة، من صعدة إلى المهرة، ومن صنعاء إلى عدن. المواطن في الشمال يعاني القمع والفقر والتجويع، وفي الجنوب يعاني الإهمال والانفلات والفساد، وعدن تحديدًا باتت مدينة منكوبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بفعل الفساد السياسي والتردي الاقتصادي والاجتماعي، واهدار الوقت في مسارات سياسية متناقضة لا تصب إلا في مصلحة النخب الفاسدة التي يتم تدويرها دون حسيب أو رقيب".

وأضاف:

"المواطن اليوم يعيش بلا كهرباء، بلا خدمات صحية، بلا تعليم حقيقي، بينما الرواتب ضئيلة ومتأخرة، والأسعار ترتفع بجنون، والبطالة تخنق الشباب، والجوع أصبح واقعًا يوميًا في كثير من البيوت. لقد تحولت الحياة اليومية في اليمن إلى معركة بقاء قاسية لا يرحم فيها الفقر ولا تنصفها الدولة".

وأشار عارف ناجي إلى أن ما يجري ليس عبثًا عشوائيًا، بل عملية ممنهجة لاختزال السلطة والقرار في يد أفراد معدودين، يُدارون بتوجيهات خارجية، وكأن اليمن قد أصبح شركة خاصة مملوكة لعائلات وأحزاب ومكونات لا تمثل أحدًا سوى أنفسها. هؤلاء لا يحملون مشروع وطن، بل مشروع نفوذ، ويكتفون بالشعارات الفارغة لتبرير فسادهم ومناصبهم، بينما يعاني الشعب في الداخل بصمت خانق.

كما تساءل:

إلى متى سيستمر هذا الصمت، سواء من التحالف أو من المجتمع الدولي؟! التحالف العربي الذي جاء تحت مظلة البند السابع، تحوّل اليوم إلى جزء من مشهد معقد يُسهم في بقاء الأزمة، بدلًا من إنهاء الانقلاب وتحرير صنعاء وتعزيز مؤسسات الدولة فشعبنا في الداخل يتعرض لخذلان مزدوج من سلطته ومن من تعهدوا بدعمه.

وأضاف:

"التعليم اليوم ينهار لعدم توفر وضعًا معيشيًا مريحًا دفع المعلمين إلى الامتناع عن العمل والدخول في إضراب شامل، مطالبين بحقوقهم المالية في ظل صمت رسمي قاتل، لا يأبه للخطر الكبير الذي يتعرض له الجيل الحالي من طلاب المدارس ولا يضمن حقهم في التعليم الجيد. 

واضاف ان تدني الخدمات والخدمات الصحية شبه معدومة والفقر يتفشى والمخدرات تنتشر في الأحياء، والجرائم تتزايد، والبنية الأخلاقية تنهار بفعل هذا الانفلات العام. نحن أمام مجتمع يُساق نحو الهاوية بينما الطبقة الحاكمة منشغلة بتقاسم النفوذ والامتيازات".

وأكد أن القيم التي ميّزت عدن خاصة، واليمن عمومًا، من تعايش وتسامح وتحضر، باتت تتآكل تدريجيًا، قائلاً:

عدن كانت منارة فكر وثقافة ومدنية، واليوم تُداس كرامتها في طوابير الكهرباء والمياه والدواء. كيف لمدينة بهذا التاريخ العريق أن تُترك لهذا المصير؟ من المستفيد من كل هذا؟ وهل من يعجز عن إدارة دولة او وزارة او مدرسة أو مستشفى أو حتى مرفق صغير، يمكن أن يُعوّل عليه في بناء دولة أو تحرير عاصمة؟.

وختم المستشار عارف ناجي علي تصريحه بالقول:

عدن واليمن لا تحتاج شعارات ولا مناصب تُوزع كمكافآت، بل تحتاج إلى مشروع وطني جامع، وإرادة داخلية حرة، وقيادات صادقة نابعة من نبض الشارع، لا شخصيات وهمية تُصنع في المؤتمرات والفنادق. الوطن لم يعد يحتمل مزيدًا من العبث، وعدن لن تبقى صامتة طويلًا أمام هذا القهر المعيشي والسياسي والحقوقي.