جامعة تعز: ندوة علمية تكشف جذور وأخطار الفكر الحو,,ثي على اليمن...

منبر الاخبار / خاص
أقام طلاب الدفعة الثانية تمهيدي الماجستير في قسم العلوم السياسية والتاريخ – كلية الآداب، جامعة تعز، ندوة علمية عامة صباح اليوم الخميس بعنوان"الفكر الحوثي وخطره على المجتمع اليمني"
وذلك في قاعة المكتبة بالكلية، وسط حضور أكاديمي وطلابي واسع، وبمشاركة أربعة باحثين قدّموا أوراقًا تحليلية تناولت مختلف الأبعاد التي يمثل فيها الفكر الحوثي تهديدًا شاملًا للمجتمع والدولة.
افتتح الندوة الباحث بلال الطيب الذي استعرض الجذور الإمامية للفكر الحوثي، مشيرًا إلى تأثره المبكر بفكر حسين الرسي، وتحوّله لاحقًا إلى مشروع طائفي شمولي يستمد مرجعيته من العقيدة الخمينية وأكد أن الجماعة تؤمن بفكرة الحق الإلهي في الحكم، وتزعم أن الإمامة محصورة في أبناء علي بن أبي طالب، باعتبارهم – زورًا – أحفاد رسول الله، وهو ما يمنحهم، بحسب رؤيتهم، شرعية دينية مطلقة، وأوضح الباحث أن هذا الفكر يُقصي كل من يخالفه، ويكفّره ويهدر دمه، ويُقصي الرموز الفكرية والدينية التي تخالف توجه الجماعة من المناهج الدراسية، في مقابل إبراز رموز سلالية تخدم خطابهم المغلق.
في الورقة الثانية، عرضت الباحثة مسك محمد أبرز التهديدات الأمنية والسياسية الناتجة عن هذا الفكر، مشيرة إلى أن جماعة الحوثي منذ انقلابها في 2014، عملت بشكل ممنهج على عسكرة المجتمع، وتحديدًا من خلال تجنيد الأطفال والنساء واستغلالهم في الجبهات، تحت وطأة الفقر أو الإكراه أو التعبئة الطائفية. وأكدت أن الجماعة دمّرت مؤسسات الدولة الرسمية، وأعادت تشكيلها على أسس طائفية تخدم مشروعها الخاص، كما أفرغت الوزارات والهيئات من الكفاءات الوطنية، واستبدلتها بكيانات موازية يقودها موالون من السلالة، وهو ما انعكس على مفهوم الدولة كمؤسسة جامعة للمواطنة، وحوّلها إلى أداة قهر وسلطة أُسرية مغلقة.
أما الباحث جمال العجيل فقد قدّم قراءة معمقة في الأثر الاجتماعي والثقافي للفكر الحوثي، مؤكداً أن الجماعة تعمل على تقويض الهوية الوطنية لصالح هوية طائفية سلالية، وتروّج لمبدأ الاصطفاء الإلهي في المناهج والخطاب العام، وأوضح أن الحوثيين عمدوا إلى تغيير أسماء المدارس والشوارع التي تحمل رموزًا وطنية واستبدلوها بأسماء طائفية أو خاصة بالجماعة، كما تطرّق إلى تزييف المناهج الدراسية والتلاعب بالسردية الوطنية، حيث تم حذف شخصيات من رموز ثورة سبتمبر، مقابل تمجيد أئمة الماضي، في محاولة لزرع وعي زائف في أذهان الأجيال الجديدة.
واختُتمت الندوة بورقة الباحث حاتم الدهمشي، الذي تناول التداعيات الاقتصادية والمعيشية التي خلفها الفكر الحوثي، موضحًا أن الجماعة لم تكتفِ بإشعال الحرب، بل عملت على فرض الجبايات وتحويل الاقتصاد إلى وسيلة لتمويل مشروعها السياسي والعسكري، وبيّن أن الممارسات الحوثية أدت إلى انهيار العملة، وتوقف الرواتب، وتفشي البطالة، وارتفاع معدلات الفقر والجوع في مناطق سيطرتها، كما تسببت في تدهور وانعدام الخدمات العامة كالصحة والتعليم والكهرباء والمياه، وأكد أن الجماعة تتعمد استخدام سياسة التجويع والإفقار لتطويع المواطنين وإجبارهم على إرسال أبنائهم للقتال، مع حرمان الكفاءات من فرص العمل لصالح فئة محددة.
وقد أجمعت مداخلات الباحثين على أن الفكر الحوثي يشكل خطرًا شاملًا على الهوية الوطنية، وعلى مستقبل اليمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، داعين إلى ضرورة مواجهته بمشروع وطني جامع يستند إلى مبادئ الجمهورية والمواطنة المتساوية والدولة المدنية، ويعيد الاعتبار لقيم الثورة والتعليم والتعايش السلمي.
تخللت الندوة مداخلات مثرية ومتنوعة من الحضور شملت المواضيع التي تطرقت لها محاور الندوة