من داخل سجنه في مركزي الحديدة سجين تهامي يهدد بالانتحار بعد 9 سنوات ظلما وعدوانا ...

منبر الاخبار / خاص
في تجسيدٍ صارخ لانهيار العدالة في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي ، لا يزال المواطن ياسين محمد عبده صالح عبود، من أبناء مدينة زبيد بمحافظة الحديدة، محتجزًا في السجن المركزي في الحديدة للعام التاسع على التوالي، رغم صدور حكم قضائي نهائي ببراءته وإطلاق سراحه قبل أكثر من 18 شهرًا.
وتعود قضية عبود إلى اتهامه في تهمة جنائية ثبت لاحقًا أنها كيدية وغير صحيحة. وبعد سنوات من المعاناة داخل السجن، أصدرت المحكمة المختصة حكمًا نهائيًا ببراءته، وأمرت بإطلاق سراحه فورًا، إلا أن هذا الحكم ظل حبرًا على ورق، حيث ما زال عبود يقبع خلف القضبان دون أي مبرر قانوني.
ثماني سنوات من الظلم الجسيم قضاها عبود خلف القضبان قبل صدور حكم البراءة، إلا أن استمرار احتجازه حتى اليوم، الخميس 10 يوليو 2025، أثار موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات عن مصير العدالة وهيبة القضاء في ظل سلطة الأمر الواقع.
ونشر عبود مؤخرًا تسجيلًا مرئيًا عبر صفحته الشخصية في "فيسبوك"، ظهر فيه في حالة نفسية متهورة، وعلى وجهه علامات إيذاء نفسي وجسدي واضحة، قائلاً:
"مسجون في السجن المركزي منذ 8 سنوات ظلمًا، لا قضية ولا جناية ولا غريم... والله إنني سأنتحر في السجن، لم أعد أحتمل هذه الحياة..."
وأضاف:
"اليوم ضربت رأسي بالجدار، وعهد الله أنكم ستأخذون جثتي من هنا... أقسم بالله أنني بريء ومظلوم، سأجهز لكم نفسي بنفسي".
وفي ختام رسالته، طالب عبود بفتح تحقيق عاجل وشفاف حول أسباب بقائه في السجن رغم الحكم القضائي ببراءته، ومحاسبة المسؤولين عن استمرار احتجازه، محملًا الجهات المعنية مسؤولية ما قد يترتب على ذلك من أذى نفسي أو جسدي قد يطاله.
ناشطون يمنيون اعتبروا استمرار احتجاز عبود "فضيحة قانونية وأخلاقية"، وانتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، ولسيادة القضاء، مشيرين إلى أن هذه ليست الحالة الوحيدة، بل واحدة من عشرات القضايا التي توثقها منظمات حقوقية لسجناء أبرياء ما زالوا يقبعون في السجون الحوثية رغم أحكام البراءة الصادرة بحقهم.
وتُعد قضية عبود مثالاً مؤلمًا لما يعانيه مئات اليمنيين من الاحتجاز التعسفي، وغياب العدالة، وتواطؤ الجهات المسؤولة في تجاهل الحقوق الإنسانية والقانونية للمواطنين....