العميد محمد عماد عيسي اتفاق ستوكهولم جمد معركة الحديدة وأجهض حلم التهاميين بالتحرير والمقاومة التهامية لن تُكسر.....

العميد محمد عماد عيسي اتفاق ستوكهولم جمد معركة الحديدة وأجهض حلم التهاميين بالتحرير والمقاومة التهامية لن تُكسر.....

منبر الاخبار / خاص

في مداخلة تلفزيونية مفصلة ودقيقة كشف العميد محمد عماد عيسى القيادي البارز في الحراك التهامي والمقاومة التهامية، عن تفاصيل حساسة تتعلق باتفاق ستوكهولم، والدوافع التي فرضته، والآثار العميقة التي ألحقها بالمسار العسكري لمعركة تحرير مدينة الحديدة عاصمة  تهامة، والتي كانت في متناول القوات المشتركة، وعلى رأسها المقاومة التهامية.

أوضح العميد عيسى أن القوات المشتركة، بمشاركة فاعلة من المقاومة التهامية، تمكنت خلال فترة وجيزة من تحرير مئات الكيلومترات من الأراضي التهامية التي كانت تحت سيطرة مليشيا الحوثي، وكانت على بعد خطوات قليلة من استكمال تحرير الحديدة. وأكد أن المقاومة التهامية لعبت الدور المحوري في العمليات الميدانية، مستندة إلى معرفتها الجغرافية الدقيقة بالمنطقة، وانتمائها العميق للأرض، وتأييد الأهالي الواسع لها، ما منحها مرونة وكفاءة عسكرية عالية، انعكست على طبيعة سير المعارك.

وأشار إلى أن اتفاق ستوكهولم جاء في توقيت بالغ الحساسية، حيث كانت المعركة في مراحلها الحاسمة، مع تهاوي دفاعات الحوثيين داخل المدينة. لكنه، حسب تعبيره، كان اتفاقا مفروضا قسرا من أطراف خارجية بحجة إنسانية، وهو في جوهره لم يكن سوى وسيلة لتعطيل مسار التحرير وإيقاف الزحف نحو الحديدة. الأخطر من ذلك، بحسب العميد، أن هذا الاتفاق لقي تجاوبا داخليا وتماهيا من أطراف في السلطة اليمنية، كان موقفها مخيبا للآمال، إذ اختارت الانصياع للضغوط الدولية على حساب دماء الشهداء وتضحيات المقاتلين، وتنازلت عن ورقة القوة في لحظة تاريخية فارقة كان يمكن أن تحدث تحولا جذريا في موازين الصراع.

وأكد أن بقاء الحديدة تحت سيطرة الحوثيين لا يمثل مجرد أزمة محلية، بل يشكل تهديدا استراتيجيا بالغ الخطورة على الأمن القومي والإقليمي، نظرا لموقع المدينة الحيوي كميناء رئيسي يستخدم لتهريب الأسلحة وتلقي الدعم اللوجستي. كما أن استمرار سيطرة المليشيا عليها يفتح الباب واسعا أمام تهديد الملاحة الدولية والابتزاز السياسي، ويمنح الحوثيين مصدرا اقتصاديا هائلا يمكنهم من إطالة أمد الحرب.

حمّل العميد محمد عماد أطرافا سياسية يمنية مسؤولية تعطيل معركة الحسم، موضحا أن القرار لم يكن أمميا فقط، بل كان داخليا بامتياز، نتيجة ما وصفه بالحسابات الضيقة والتجاذبات السياسية التي أضعفت القرار السيادي، وسمحت بتحويل معركة التحرير إلى مجرد ملف تفاوضي يستخدم للمساومة، بدل أن يكون قضية وطنية جامعة تُحشد من أجلها كل الطاقات.

وفي حديثه عن مستقبل المقاومة التهامية، نبه العميد إلى وجود محاولات ممنهجة تستهدف تفكيك هذه القوة الصاعدة من خلال تهميش دورها أو إدماجها في كيانات لا تعبر عن تطلعاتها، رغم أنها تمثل القوة الوحيدة النابعة من الأرض، وتحظى بتأييد شعبي عريض، وقدمت تضحيات كبيرة في سبيل تحرير مناطقها. واعتبر أن هذه المحاولات تسعى إلى إفراغ الجغرافيا التهامية من أدواتها الذاتية وتحويلها إلى ساحة نفوذ خارجي لا تمثيل محلي له.

وختم مداخلته برسالة وطنية واضحة، دعا فيها كافة القوى السياسية إلى مراجعة الموقف واستعادة زمام المبادرة، وتمكين المقاومة التهامية من استكمال دورها في التحرير بعيدا عن الإقصاء والاستغلال السياسي. وأكد أن أبناء تهامة لن يتراجعوا عن هدفهم في تحرير الحديدة واستعادة السيادة على أرضهم، وأن الحديدة ليست مجرد مدينة، بل هي قلب تهامة النابض ورمز لكرامتها وهويتها الوطنية.

وشدد على أن ترك الحديدة رهينة في يد الحوثي يمثل خيانة لتضحيات آلاف الشهداء والجرحى، وتفريطا في واحدة من أهم الفرص الاستراتيجية لتحجيم المليشيا، مؤكدا أن المقاومة التهامية رغم كل التحديات، باقية وصامدة ولن تكسر. ...