كارثة بيئية تهدد حياة آلاف السكان في حيس جنوب الحديدة ...

منبر الاخبار / خاص
تواجه مدينة حيس التاريخية جنوب محافظة الحديدة كارثة بيئية تهدد حياة آلاف السكان، بسبب اعتماد معظم المنازل على بيارات صرف صحي عميقة تخترق طبقات الأرض وتلوث المياه الجوفية، وسط غياب شبه تام للبنية التحتية للصرف الصحي.
ووفقاً لمصادر محلية وشهادات سكان، فإن أكثر من 5,000 منزل داخل المدينة (دون احتساب الأرياف) تعتمد على هذه البيارات التي يتجاوز عمق بعضها 15 متراً، فيما تمتلئ آلاف البيارات منذ سنوات دون معالجة، ويتم استبدالها بأخرى جديدة تُحفر في ذات التربة، مما يزيد من اتساع رقعة التلوث.
وبحسب تقارير صحية، فإن 90% من آبار المياه الجوفية في المدينة ملوثة ببكتيريا البراز والمواد الكيميائية السامة الناتجة عن استخدام المنظفات، مما يجعل مياه الشرب غير صالحة للاستهلاك البشري أو الزراعي.
ويستخدم بعض السكان طرقاً بدائية وخطيرة لتصريف مياه الاستخدام اليومي، منها المسيلات المكشوفة إلى الشوارع أو الحفر القريبة من المنازل، وهو ما ساهم في تحويل المدينة إلى بؤر لتكاثر البعوض الناقل للأمراض.
أمراض مميتة تنتشر
كشف جهاز الترصد الوبائي التابع لمكتب الصحة في المديرية عن تسجيل أعداد صادمة من الإصابات بـ:
الكوليرا
التيفوئيد
حمى الضنك
التهاب السحايا البكتيري
الإسهالات المائية الحادة
وأكدت التقارير أن 70% من حالات الإسهال الحاد لدى المصابين ناتجة عن المياه الملوثة، مع رصد إصابات مؤكدة يوميًا تُرفع إلى وزارة الصحة عبر منصة مركزية.
مخاطر بيئية إضافية
إلى جانب التلوث، تُهدد انهيارات طينية بعض المناطق في المدينة بسبب تسرب مياه الصرف الصحي وزيادة رطوبة التربة، مما يُعرض المنازل والبنية التحتية للخطر.
مطالب السكان والحلول الممكنة
طالب السكان الجهات الحكومية وعلى رأسها قائد المقاومة الوطنية العميد طارق محمد عبدالله صالح، وكافة المنظمات العاملة في الساحل الغربي، بتوحيد الجهود وتنفيذ مشروع شبكة صرف صحي متكاملة كأولوية عاجلة، حتى لو تطلب الأمر تجميد مشاريع أخرى.
وتتمثل الحلول العاجلة المقترحة في:
منع حفر بيارات جديدة فورًا.
إنشاء شبكة صرف صحي آمنة ومتكاملة.
رفع الوعي البيئي والصحي لدى السكان.
مراقبة جودة المياه الجوفية بشكل دوري.
السكان يتساءلون: لماذا الصمت؟
رغم التحذيرات المتكررة واطلاع السلطات على حجم الكارثة منذ سنوات، لم تُوضع أي خطة طوارئ، بينما يتفاقم الوضع يومًا بعد يوم ويظل السكان وحدهم يواجهون خطر الموت البطيء...