أحزاب بن دغر تنتظر منذ شهر السلام على خالد بن سلمان 

في الوقت الذي ذهبت فيه وسائل إعلام الشرعية إلى أن المعركة مع الحوثي قاب قوسين أو أدنى، بل إن بعضهم كان يؤكد أن دخول صنعاء بات قريبا، ومن شدة الحماس توجه الدكتور أحمد بن دغر ومجموعة الأحزاب التي يرأسها إلى الرياض للسلام على خالد بن سلمان إلا أنهم لم يتمكنوا من اللقاء به وأقسموا يمينا ألا يعودوا إلا بعد تقبيل أياديه الكريمة ..

بدأت السعودية تحتوي الحوثيين وتجري إعادة تقويم لحلفائها،بل إنها بدأت تمارس عليهم ضغوطا مالية أدت في النهاية إلى إضعافهم وتقزيمهم أمام الشعب اليمني..

خلال السنوات الماضية حاولت السعودية أن تجفف منابع الاقتصاد للشرعية ولم تقدم أي إستثمارات يمكنها مساعدة الشرعية على الاستقرار، بل تمدها كل فترة ستة أشهر بوديعة تكفي لصرف راتب شهر واحد، لم تفقه سلطة الشرعية بعد بأن السعودية قد تخلت عن استراتيجية المواجهة مع الحوثيين ولجأت بدلا من ذلك إلى سياسة التقارب معهم..

سياسة المواربة من قبل السعودية كان لها تأثير مباشر على الشرعية التي شهدت انقسامات خاصة بعد إجبار الرئيس هادي ونائبه علي محسن الأحمر على تسليم السلطة لمجلس قيادة أدى تعينه إلى شلل مستفحل وطويل الأمد، وبالرغم من الذل والهوان والاستجداء من قبل سلطة الشرعية للسعودية إلا أن كل ذلك لم يكن كاف لجعل خالد بن سلمان يقابل بن دغر وتكتله الحزبي..

المفارقة أنه بدلا من أن يدفع الحوثيون الثمن إذا بحلفاء السعودية هم الضحية الأكبر للسياسة التي تنتهجها المملكة في التعامل مع اليمن ومع الشرعية على وجه الخصوص، فالبرغم من حرص قيادات الشرعية على تدبيج خطاباتها بشكر الأشقاء في المملكة بمناسبة أو بغير مناسبة إلا أن ذلك لم يكن كافيا لاسترضاء الرياض..

هكذا ذهبت هذه الأحزاب الكرتونية إلى الرياض لتمارس سياسة الارتهان والتبعية وتقديم فروض الطاعة للسعودية مؤكدين كذب ادعاءاتهم بشعارات السيادة والحرية والاستقلال، كان الأجدى بهؤلاء أن يطالبوا التحالف والمجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية الخاصة باليمن ويحشدون كل الطاقات من أجل السلام العادل والشامل وفضح الأطراف التي ترفض إنهاء الحرب وتحقيق السلام..