فورين بوليسي: واشنطن منحت الحو,,ثيين "نصرًا دبلوماسيًا غير مستحق"...

منبر الاخبار / خاص
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن وقف إطلاق النار المفاجئ بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي في السادس من مايو/أيار منح الجماعة "نصرًا دبلوماسيًا نادرًا وغير مستحق"، رغم شهور من الهجمات التي شنتها الجماعة ضد السفن التجارية.
وأشارت المجلة في تقرير مطوّل إلى أن الحوثيين المدعومين من إيران خرجوا من المواجهة وهم يحملون أهم ما كانوا يسعون إليه: "الاعتراف" الدولي، موضحة أن هذا الإنجاز لم يكن نتيجة جهدهم وحدهم، بل ساهمت فيه ما وصفته بـ"حملة موازية لتبييض صورتهم"، شاركت فيها وسائل إعلام روسية، ومؤثرون مناهضون للغرب.
وأكدت فورين بوليسي أن هذه الحملة مهّدت الطريق أمام واشنطن للتعامل مع الحوثيين كشركاء تفاوض، بدلاً من تصنيفهم كجماعة إرهابية، وهو تحول كبير في سياق السياسة الدولية تجاه الجماعة.
وذكرت المجلة أن الإعلام الروسي روّج لصورة جديدة للحوثيين، ضمن سياق أوسع لتطبيع وجودهم من قبل أطراف أجنبية تسوّق للسرديات المناهضة للإمبريالية، إلا أنها انتقدت هذه الرؤية، مشيرة إلى تجاهلها للطابع الاستبدادي للجماعة ودورها الإقليمي كذراع لإيران.
وسلط التقرير الضوء على مؤتمر "من أجل فلسطين" الذي نظمه الحوثيون في صنعاء بعد أسبوع من الغارات الأمريكية في 15 مارس/آذار، واعتبره محاولة لإعادة تقديم الجماعة كحركة مقاومة، في محاولة لكسب التعاطف العالمي.
ووصفت المجلة المؤتمر بأنه كشف عن اتساع نفوذ الحوثيين خارج محور المقاومة الإيراني، وصولًا إلى منظّرين معادين للغرب يعملون بتناغم مع أنظمة استبدادية، مضيفة أن الحدث أظهر كيف يمكن للشبكات الهامشية المدعومة إعلاميًا وإيديولوجيًا أن تسهم في إضفاء شرعية دولية على جماعة متشددة.
كما كشف التقرير عن علاقات متنامية بين الحوثيين وروسيا والصين، مشيرًا إلى أن الجماعة تجنّد يمنيين للقتال في أوكرانيا، أحيانًا بالخداع، وتستفيد من مكونات أسلحة صينية ومعلومات استخباراتية روسية عبر الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى دعم دبلوماسي في مجلس الأمن.
وأوضحت المجلة أن للحوثيين استراتيجية تقوم على ثلاث رسائل أساسية: تبرير هجماتهم على الملاحة الدولية، صناعة شرعية دولية، وعزل المعارضة المحلية عبر الإيحاء بقبول دولي لحكمهم، وهو ما وصفته بأنه تكتيك هجين يجمع بين العمل العسكري وحملات التأثير لتحقيق أهداف استراتيجية.
وفي تفريقها بين الحوثيين والجماعات المتطرفة الأخرى، قالت فورين بوليسي إن الجماعة تقدم "صورة أكثر وُدًّا وتقبّلاً للغرب" على عكس القاعدة وتنظيم الدولة، مضيفة أن الدعم الإيراني حول الحوثيين من متمردين إلى قوة هجينة ذات نفوذ دبلوماسي وعسكري.
وأشارت إلى أن البراغماتية السياسية مكنت الجماعة من البقاء والازدهار، بل وكسب احترام بعض الدبلوماسيين الغربيين الذين ساعدوا في تحسين صورتها.
وانتقد التقرير التواطؤ غير المقصود لوكالات الأمم المتحدة، التي التقت بالحوثيين وقدمت مبادرات مكّنتهم من تعزيز سلطتهم، بل ووثّقت صورًا لهم أثناء سرقة مساعدات غذائية.
كما أوضح أن الحوثيين ليسوا مؤهلين ليكونوا مدافعين عن القضية الفلسطينية بسبب سجلهم الداخلي القمعي والعدوان الإقليمي، رغم محاولاتهم استغلالها لتوسيع شرعيتهم.
وهاجمت المجلة سياسة إدارة بايدن (وليس ترامب كما ورد خطأ في النص الأصلي)، ووصفت تركيزها على القدرات البحرية للحوثيين بأنه تعامل تكتيكي لا يعالج البيئة السياسية الأوسع التي تمنحهم القوة.
وحذرت المجلة من أن استمرار الحملة الحوثية لإضفاء الشرعية قد يرسّخ نفوذ إيران في اليمن، ويغيّر توازن القوى الإقليمي، بما يهدد الشراكات الأمنية الأمريكية في المنطقة.
كما لفتت إلى برنامج تلقين عقائدي طويل الأمد في مناطق سيطرة الجماعة، يهدف إلى بناء قاعدة شعبية مؤدلجة من خلال استغلال القضايا الإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ودعت فورين بوليسي صانعي السياسات في واشنطن إلى توسيع نطاق الجهود الدعائية المضادة للحوثيين، والتركيز على كشف الشبكات التي تروّج لهم على الساحة الدولية، بالإضافة إلى فرض عقوبات على الأفراد الذين يسهّلون تواصل الجماعة الخارجي.
واختتمت المجلة تقريرها بالتأكيد على ضرورة دعم الأصوات اليمنية المستقلة القادرة على تقديم روايات بديلة، وموثوقة، تتصدى لدعاية الحوثيين...