استخلاف اسرائيل في مهمة " تاديب " الحوثي اقل كلفه، واكثر جدوى.
على الرغم من ان الرئيس الامريكي يتمتع بصلاحية شن العمليات العسكرية وتوجيهها والإشراف عليها، أو الأمر بنشر القوات ( في الدول الأجنبية ) وحتى إطلاق الأسلحة النووية من جانب واحد، الا ان ( الصلاحية الدستورية ) في إعلان الحرب مناطة بالكونغرس الامريكي.
ولان الكونجرس الامريكي لم يعلن الحرب على ( الحوثي )، ولم يعطي الرئيس الامريكي " تفويض صريح " بشن الحرب عليه، لذلك فان العمليات الحربية الامريكيه على الحوثي كانت محكومه ب ( قرار صلاحيات الحرب لعام 1973م ).
و ( قرار صلاحيات الحرب لعام 1973م )، هو قانون فيدرالي امريكي، تم اعتماده من قبل الكونجرس الامريكي بموافقة ثلثي اعضائه في عام 1973م.
وينص هذا ( القرار ) على " أنه لا يمكن للرئيس الامريكي إرسال القوات المسلحة الأمريكية لأداء مهام بالخارج إلا بإعلان الحرب من قبل الكونغرس"، أو في «حالة طوارئ وطنية نشأت عن هجوم على الولايات المتحدة، أو أراضيها، أو ممتلكاتها، أو قواتها المسلحة».
ويلزم ( القرار )، الرئيس الامريكي بإخطار الكونغرس في غضون 48 ساعة من توجيه القوات المسلحة لعمل عسكري.
وبدون حصول الرئيس على " تفويض صريح" بالحرب، من قبل الكونجرس، يمنع على القوات المسلحة الامريكيه البقاء لأكثر من 60 يومًا، مع فترة انسحاب أخرى تمتد لثلاثين يومًا.
لذلك، ولان الرئيس ترمب لم يحصل على "تفويض صريح" من الكونجرس الامريكي باعلان الحرب على الحوثي. وحتى لا يدخل في تصادم صلاحيات مع الكونجرس، وقبل انتهاء فترة ال 60 يوم، ب 8 ايام. اوقف ترمب العمليات الحربية على الحوثي. في توقيت مناسب تماما. وذلك :--
1-- بعد ان حققت امريكا هدفها الاساسي من العمليات الحربية، والمتمثل في " حماية حرية الملاحة الدوليه".
2-- من اجل تهيئة الظروف الامنية المواتيه لزيارة ترمب الى السعودية، والامارات، وقطر.
3-- بعد استخلاف امريكا لاسرائيل لاستكمال ما لم تنجزه العمليات الحربية الامريكيه.
، ونعتقد ان استخلاف امريكا لاسرائيل في مهمة " تاديب" ( الحوثي )، مدروسه بذكاء. وذلك لان تحقيقها من قبل اسرائيل ذات جدوى اكبر. وذلك للاسباب التاليه :--
1-- انجزت اسرائيل مهمة قطع ثلاثه اذرع ايرانيه بكفاءه عاليه. ولذلك فان خبرتها تؤهلها لاستكمالها انجاز مهمه قطع الذراع الرابعه.
2-- استكمال اسرائيل مهمة قطع ذراع ايران الرابعه، سوف يمكنها من استعادة اهميتها كقاعده متقدمه للغرب في الشرق الاوسط.
3-- استخلاف اسرائيل في مهمة قطع ذراع ايران الرابعه سوف يعزيز دورها كضامن استقرار الدول العربية، وبالتالي سيشجعها على ( التطبيع ) مع اسرائيل كمقابل مستحق، لا كهبه مجانيه.
4-- استكمال اسرائيل مهمة قطع ذراع ايران الرابعه يوجه رساله قوية الى ايران، دون تصادم مباشر معها.
5-- استكمال اسرائيل مهمة قطع ذراع ايران الرابعه سوف يعزز الموقف الامريكي في المفاوضات، بالضغط غير المباشر على ايران. مما سيرفع مكانة اسرائيل لدى امريكا.
6-- اعادة توجيه العمليات الحربية على الحوثي، باتجاه تشديد الضغوط الاقتصادية عليه بواسطة اسرائيل اكثر قبولا، من قبل الراي العام، مما لو قامت بها امريكا.
7-- التكاليف الاقتصادية والسياسية والانسانيه " لتاديب " الحوثي بواسطة اسرائيل اقل بما لا يقاس فيما لو استمر بانجازها امريكا.
8-- ايقاف الحرب بين اسرائيل والحوثي اسهل وبيد اسرائيل. حيث تستطيع اختيار التوقيت الذي تريده لايقافها، من خلال اختيار توقيت ايقاف الحرب على غزة.