المرأة والعودة الى ساحة المواجهة مع تحديات السياسة...

التاريخ السياسي المعاصر لعدن يقول إن المرأة في هذه المدينة العريقة كانت قوة من القوى المحركة للنهوض الاجتماعي الذي اقترن بالنضال السياسي من أجل الحرية والمساواة والعدالة الأجتماعية..

ويسجل التاريخ أن كل محطات النضال السياسي ،التي شكلت نقطة تحول وانتقال لمرحلة متقدمة من النهوض الاجتماعي ، لم تكن المرأة حاضرة فيها بقوة فحسب ، بل كانت مبادِرةً في خلق وانتاج حراك سياسي وشعبي لطالما أيقظ الوعي الاجتماعي بالقضايا التي ظلت تشكل على الدوام حجر الزاوية في كسر وتصفية حلقات التخلف المعيقة لتحرير المجتمع وتقدمه.  .

ومن منا لا يتذكر الانتفاضة الشعبية التي انطلقت من ثانوية البنات في خور مكسر بعدن في بداية ستينات القرن الماضي والتي شكلت إرهاصًا لثورة التحرير وتمكين المرأة في التصدي لقضايا المجتمع فيما بعد...

اليوم تعود المرأة الى ساحة المواجهة مع تحديات السياسة ، ومناورات الثقافة الاجتماعية بكل ما فيها من تراجعات ، بل والحياة عمومًا ، محمولة بتاريخ كتَبَتْ جزءًا منه بكفاحها الذي لم يتوقف في بناء الأسرة والمجتمع والدولة..

المجتمعات الحية هي التي تشكل فيها المرأة حلقة الوصل بين بناء الأسرة وتماسك المجتمع وبناء الدولة..

إن هذه الهبة التي تشهدها مدينة عدن اليوم إنما تجسد هذه الحقيقة ، فقد مثلت الشعارات التي رفعت القيمة الخالدة لهذا الترابط الوثيق بين هذه الروافع الثلاثة : الأسرة ، المجتمع ، الدولة ، وعمودها الاساسي المرأة..

ما أروعه من عمود يتصدى لمهمة "البقاء" في لحظات الانهيارات ...