المعلم في المدارس الأهلية بين مطرقة العقود المجحفة وسندان التجاهل... نداء تربوي إلى مدير تربية مأرب الدكتور علي العباب

كتب | محمد العياشي alayashi2017@
المعلم هو اللبنة الأولى، والأساس المتين الذي يُبنى عليه مستقبل الأجيال ونهضة الأمم. وعلى الرغم من عظمة هذا الدور، إلا أن ما يعيشه المعلم في المدارس الأهلية بمحافظة مأرب لا يرقى حتى إلى الحد الأدنى من الاحترام المهني والحقوق المشروعة.
ولهذا نُوجه هذه الرسالة إلى مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة مأرب، الدكتور علي العباب، كشخصية مسؤولة، وكصوت للعدالة التربوية، لندعوه إلى الإطلاع العاجل والمباشر على عقود العمل بين إدارات المدارس الأهلية والمعلمين، والتي — بكل أسف — باتت في معظمها وثائق تُكرّس الظلم وتمارس الإقصاء، حيث تصاغ بنودها بشكل يُكرّس مصلحة أصحاب المدارس فقط، دون أدنى مراعاة لحقوق المعلم وكرامته.
إن الأجور الهزيلة، وانعدام الضمانات، والغموض في الالتزامات، وعدم التقيد بالمعايير الوطنية لجودة التعليم، وتجاوزات في تزمين التقويم المدرسي دون إشراف تربوي رسمي، تمثل جملة من الانتهاكات اليومية التي تطال المعلم، وتُضعف أداءه، وتُهدد مستقبل العملية التعليمية بأكملها.
ولا يقف الأمر عند ذلك، بل نذكّر الدكتور العباب بمسؤوليته في متابعة التعميم الصادر من مكتبه الكريم بشأن صرف رواتب شهر أبريل الجاري للمعلمين في المدارس الأهلية، حيث لم تلتزم بهذا التوجيه سوى قلة قليلة من المدارس، في حين أن الغالبية لا تزال تتجاهل ذلك، وتتمادى في حرمان المعلمين من مستحقاتهم، في صورة تمثل استخفافًا بكرامة المعلم وخرقًا صريحًا للتوجيهات الرسمية.
نطالبكم، وبإلحاح، باتخاذ إجراءات حازمة وفورية تجاه تلك المدارس المخالفة، وإعادة الاعتبار للتعميم الرسمي، ووضع آليات واضحة وملزمة تحمي حقوق المعلم، وتحفظ التوازن بين الطرفين في عقد العمل.
إن الاهتمام بالمعلم هو جبهة من جبهات الوعي الوطني، وخاصة في ظل معركة تربوية وفكرية حاسمة، تتطلب جيلاً نقيًّا واعيًا، لا يمكن أن يُصنع إلا على يد معلم مكرَّم، لا مهان، مدعوم لا مستغل.
ومن هنا، نتوجه بدعوة صادقة إلى جميع زملائنا المعلمين والمعلمات في المدارس الأهلية بمحافظة مأرب إلى الإسراع في تشكيل كيان نقابي أو عمل مؤسسي منظم، يمثل صوتهم، ويوحد جهودهم، ويتبنى قضاياهم، ليكونوا يدًا واحدة في مواجهة التجاوزات، وحماية لمستقبل المهنة، وضمانًا لمخرجات تربوية وتعليمية عالية الجودة.
إن صوت المعلم لا يجب أن يُهمش، ولا أن يُختزل في توقيع عقد مجحف لا يعترف بتعبه ولا جهده. نأمل أن تكون هذه الرسالة جرس إنذار، وتحفيزًا لتحرك رسمي يليق بمكانة التعليم، ويعيد للمعلم بعضًا من حقه المهدور.
والله من وراء القصد.
https://t.me/MHAMMEDALAYASHl