البرنامج النووي الإيراني.. تاريخ الدعم الأمريكي وجدلية السلاح..

البرنامج النووي الإيراني.. تاريخ الدعم الأمريكي وجدلية السلاح..

منبر الاخبار / خاص

كشفت مراجعة تاريخية لتطور البرنامج النووي الإيراني أن الولايات المتحدة كانت الداعم الرئيسي لتأسيسه في خمسينيات القرن الماضي، وذلك في عهد الشاه محمد رضا بهلوي. وقد تم إنشاء البنية التحتية الأولى للبرنامج بدعم وإشراف أمريكي مباشر، ضمن إطار مبادرة "الذرة من أجل السلام"...

لكن بعد سقوط نظام الشاه إثر الثورة الإسلامية عام 1979، توقّف التعاون الأمريكي، واستأنفت طهران تطوير برنامجها النووي بشكل مستقل. ومنذ تسعينيات القرن الماضي، واصلت إيران عمليات تخصيب اليورانيوم، وهي مستمرة حتى اليوم...

السؤال الذي يثير الجدل منذ سنوات هو: لماذا لم تصنع إيران سلاحًا نوويًا رغم مرور أكثر من ستة عقود على بدء البرنامج؟..

بحسب الخبراء، فإن تصنيع رأس نووي واحد يتطلب تشغيل نحو ألف جهاز طرد مركزي لمدة عام كامل. في المقابل، تمتلك إيران ما يقرب من عشرة آلاف جهاز طرد مركزي نشط، وفقًا لتقارير رسمية، ما يعني نظريًا أنها قادرة على إنتاج ما يصل إلى عشرة رؤوس نووية سنويًا، استنادًا إلى كميات التخصيب التي تعلنها رسميًا...

رغم هذه الإمكانات، تصرّ إيران على أن برنامجها النووي سلمي بالكامل، وتؤكد أن هدفه يقتصر على إنتاج الطاقة. وقد أصدر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، فتوى شرعية تحرّم إنتاج أو استخدام السلاح النووي...

ورغم هذه التصريحات، تستمر الولايات المتحدة في اتهام إيران بالسعي لتطوير قدرات عسكرية نووية. وتتصاعد هذه الاتهامات مع كل زيادة في نسب تخصيب اليورانيوم داخل إيران. وقد صرّح وزير الخارجية الأمريكي في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، قبل عام، بأن إيران باتت على بُعد "خطوة واحدة" من تصنيع سلاح نووي، وأنها "تحتاج فقط لأسبوعين" لإعلانه. ومع ذلك، لم تُعلن طهران حتى الآن امتلاكها لهذا النوع من الأسلحة، ما يُثير تساؤلات حول مدى دقة المعلومات الاستخباراتية الأمريكية...

يرى محللون أن الغموض المتعمد حول البرنامج النووي الإيراني يربك واشنطن، ويعكس إما نقصًا في المعلومات الاستخباراتية، أو أن إيران باتت تمتلك بالفعل القدرة النووية لكنها اختارت عدم الكشف عنها...

خلاصة المشهد، أن الجدل بين طهران وواشنطن سيبقى مستمرًا طالما لم تُحسم حقيقة نوايا إيران النووية، ما يترك الباب مفتوحًا أمام التكهنات والاستقطابات الإقليمية والدولية...