المجلس الانتقالي الجنوبي التحديات والفرصة
بالبدء ارجو ان يسمح لي الانتقالي بالتعبير عن وجهة نظري، وعلى اعضائه ان يتحلوا بسعة الصدر تجاه مقالي هذا .
منذ حرب 1994 التي شنتها قوات نظام صنعاء على الجنوب شهدت اليمن منعطفا تاريخيًا اثر بشكل كبير على وحدة البلاد وهويتها السياسية فكان الحراك الجنوبي بمختلف مكوناته وفي مقدمتهم ابناء عدن في طليعة النضال السلمي الذي استمر حتى اندلاع حرب 2015، حيث وقفت المليشيات الحوثية وقوات الحرس الجمهوري للرئيس السابق علي عبد الله صالح في مرحلة في وجه الشرعية مما اضاف فصلا جديدا من المعاناة والصراع غير ان بسالة الجنوبيين وتضحياتهم اثمرت بتحرير عدن في 27 رمضان وهو الحدث الذي اعاد الامل للجنوب في تقرير مصيره وبناء مستقبله.
عقب تحرير عدن برزت الحاجة إلى كيان سياسي يمثل الجنوبيين ويقودهم نحو تحقيق تطلعاتهم فكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الا ان هذا الكيان رغم ما حمله من امال وطموحات واجه تحديات داخلية خطيرة فمنذ تاسيسه وجد المواطنون ان بعض الشخصيات التي تصدرت المشهد ليست بالضرورة مناضلين نذروا حياتهم لقضية الجنوب بل هناك وجوه محسوبة على النظام السابق واليوم يجب التركيز على اهمية الكفاءة والولاء الوطني .
فهناك اراء مختلفة من قيادات واعضاء المجلس تشير بوجود شخصيات داخل المجلس تبحث عن مصالحها وهو اعتراف ضمني بالمشكلة التي باتت واضحة امام الشارع الجنوبي. فالتحدي الأكبر اليوم هو مدى قدرة الانتقالي على تجاوز هذه العقبات وتكريس مشروع وطني حقيقي على تعزيز اللحمة الوطنية وتفعيل هيئاته المركزية والمحلية .
ويعي الجميع اليوم ان الجميع في سفينة واحدة، وان اي تصدع في الصف الداخلي سيكون بمثابة فرصة للاطراف التي لا ترغب في تحقيق مشروع نضال الشعب الجنوبي بتقرير مصيره، لذا لا بد ان يدرك المجلس الانتقالي ان مهمته ليست فقط تمثيل الجنوبيين بل ايضا تحقيق وحدة حقيقية بين جميع المكونات بعيدا عن الحسابات المناطقية او المصالح الضيقة لذلك على الانتقالي ان يكون الحاضنة الحقيقية للجنوب.
ان رد الاعتبار لعدن وابنائها يجب ان يكون اولوية في اي مشروع سياسي جنوبي فهي كانت ولا تزال قلب الجنوب النابض وحاضنة كل الجنوبيين ولهذا فان نجاح الانتقالي في ان يكون المظلة الجامعة يعتمد على مدى قدرته في استيعاب الجميع دون اقصاء واعادة الثقة للشارع الجنوبي الذي ما زال يعاني من اثار الحرب والتهميش ومعانات الخدمات ومايعانيه المواطن من غلاء .
ان المرحلة القادمة تتطلب من المجلس الانتقالي اتخاذ خطوات عملية لتعزيز وحدة الصف الجنوبي نحو مشروع جنوبي موحد ويتطلب من الانتقالي الاتي :
1. تصحيح المسار واعادة هيكلة المؤسسات القيادية بحيث تضم شخصيات نزيهة ومخلصة من جميع المحافظات الجنوبية .
2. تعزيز مبدا الشراكة الوطنيةوذلك فتح قنوات الحوار مع كافة القوى الجنوبية الفاعلة وعدم احتكار القرار السياسي في يد فئة معينة.
3. الابتعاد عن المناطقية بالتعامل مع كافة أبناء الجنوب على أساس الكفاءة والولاء للوطن وليس الانتماء المناطقي.
4. التركيز على القضايا المعيشية والخدميةوذلك بتحسين الوضع الاقتصادي والخدماتي في عدن والمحافظات الجنوبية لضمان استقرار الأوضاع.
5. استكمال بناء مؤسسات الدولة الجنوبية بوضع رؤية واضحة لمستقبل الجنوب سياسيا وإداريا وأمنيا.
ختاما ان الجنوب اليوم امام مفترق طرق فاما ان ينجح في توحيد صفوفه تحت مظلة وطنية جامعة واما ان تستمر الخلافات التي ستؤدي إلى مزيد من التشرذم واضعاف القضية الجنوبية فالمجلس الانتقالي الجنوبي امام اختبار حقيقي وذلك بالتاكيد على ضرورة استعادة ثقة الشعب من خلال العمل الملموس على تحسين الخدمات وتطوير المؤسسات وتعزيز العمل المؤسسي .
في النهاية، انتقادنا يهدف إلى تصحيح الاخطاء، متمنيا ان يؤخذ بعين الاعتبار بروح منفتحة، سعيا نحو تحسين الأداء وخدمة الصالح العام .
#عارف_ناجي_علي