العصيان المدني الشامل: إما حقوقنا أو لا دولة

أيها الشعب العظيم، يا أبناء هذا الوطن الجريح، لقد تحملتم الظلم بما يفوق قدرة البشر، صبرتم على الفقر والتهميش، عانيتم من الجوع والبطالة، شاهدتم بأعينكم كيف نُهبت ثروات بلادكم، وكيف تحول الوطن إلى غنيمة بيد حفنة من الفاسدين الذين لا يعرفون سوى مصالحهم. أما أنتم، الشعب الصابر، فقد تركوكم لمصيركم المجهول، دون خدمات، دون أمن، دون اقتصاد، دون مستقبل.

لقد آن الأوان لنقول جميعًا بصوت واحد: كفى.. لن نصمت بعد اليوم.. لن نقبل بالفتات.. لن نسمح لهم بمواصلة سرقة أعمارنا ومستقبل أبنائنا.

لماذا العصيان المدني؟

لقد جربنا كل الطرق، انتظرنا الوعود الكاذبة، استمعنا إلى الخطابات المخدِّرة، تحملنا التقشف والغلاء، لكن ما الذي تغير؟ لا شيء سوى المزيد من الفقر والقهر والانهيار. هذه الحكومة الفاسدة لم تفهم إلا لغة القوة، ولن ترضخ إلا إذا وقفنا جميعًا وقلنا: لن نعمل، لن ندفع، لن نخضع، حتى نحصل على حقوقنا كاملة دون نقصان.

العصيان المدني يعني:

توقف الجميع عن العمل، سواء في المؤسسات الحكومية أو الخاصة.

إغلاق الأسواق والمتاجر وعدم دفع أي ضرائب أو رسوم.

وقف التعامل مع البنوك والشركات التابعة للفاسدين.

تعطيل جميع المصالح التي تغذي السلطة المستبدة.

التظاهر والاحتجاج السلمي في كل مكان، دون تراجع أو استسلام.

مطالبنا واضحة وغير قابلة للتفاوض:

1- تحسين الخدمات الأساسية فورًا: كهرباء، مياه، صحة، تعليم، طرق. لم نعد نقبل بأن نعيش كالعبيد بينما ثرواتنا تُنهب.

2- إصلاح الاقتصاد والعمل على استقرار العملة: لم نعد نحتمل انهيار العملة وارتفاع الأسعار الجنوني الذي يذبح الفقراء.

3- خفض الأسعار ومحاسبة التجار الجشعين الذين يثرون على حساب جوعنا ومعاناتنا.

4- محاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة: لن نقبل أن يهربوا بثرواتنا بينما الشعب يغرق في الفقر.

رسالتنا إلى الحكومة

لقد صبرنا أكثر مما يجب، لكن للصبر حدود، والآن، لا مساومة بعد اليوم. إن لم تستجيبوا لمطالب الشعب، فأنتم تدفعون البلاد إلى الفوضى والانهيار التام. هذا الشعب الذي تستخفون به قادر على إسقاطكم خلال أيام.

نداء إلى كل موظف، عامل، تاجر، مواطن

هذه فرصتكم الوحيدة لاستعادة حقوقكم. العصيان المدني ليس خيارًا، بل ضرورة للبقاء. إذا لم نقف الآن، فلن نجد ما نحارب من أجله لاحقًا. لا تظنوا أنكم بعيدون عن الفقر، فأنتم المستهدفون القادمون.

اليوم نقرر مصيرنا، اليوم نرسم مستقبلنا، إما أن نكون أحرارًا، أو نبقى عبيدًا لنظام لا يعرف إلا السرقة والقمع. فليكن العصيان المدني الشامل حتى تحقيق جميع مطالبنا، بلا تراجع، بلا خوف، بلا مساومة.

جلال باشافعي 

ناشط نقابي وسياسي جنوبي