الحديدة.. شريان التهريب الإيراني الذي يغذي آلة الحرب الحو,,ثية...


في الوقت الذي تروج فيه ميليشيات الحوثي لدعاية امتلاكها قدرات تصنيع عسكري متقدم، تأتي الحقائق على الأرض لتكذّب هذه المزاعم، إذ تثبت عمليات الضبط المتكررة لشحنات الأسلحة الإيرانية المهربة زيف هذه الادعاءات، وتؤكد أن ترسانة الحوثيين الحربية ليست سوى امتداد للدعم الإيراني، الذي يغذي الصراع ويطيل أمد الحرب في اليمن...

كشف تقرير لفريق الخبراء التابع للأمم المتحدة أن ميليشيات الحوثي حولت ميناء الحديدة إلى مركز لعمليات تهريب منظمة تشمل الأسلحة والمخدرات ومعدات الاتصالات والمبيدات والعقاقير المحظورة وحتى القطع الأثرية. هذه الأنشطة غير المشروعة تؤكد أن الحوثيين لا يعتمدون على ما يصفونه بـ”التصنيع الحربي المحلي”، بل يحصلون على إمدادات عسكرية متطورة من إيران، التي تواصل خرق قرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار 2216 الذي يحظر تزويد الحوثيين بالسلاح..

 لم تكن عمليات الضبط التي نفذتها المقاومة اليمنية والتحالف العربي في البحر الأحمر سوى دليل إضافي على حجم الدعم الإيراني للحوثيين. فشحنات الأسلحة التي تم اعتراضها تضمنت أنظمة بحرية متقدمة، وهياكل صواريخ كروز، ومعدات تشويش متطورة، ومحركات صواريخ، وأنظمة اتصالات حديثة، وطائرات مسيرة، وهي جميعها تقنيات تتجاوز قدرات الحوثيين التصنيعية بكثير...

المثير للانتباه أن الميليشيا تحاول إخفاء مصدر هذه الأسلحة عبر عمليات طلاء وإعادة تغليف لتبدو وكأنها “صناعة محلية”، إلا أن الأدلة الميدانية وتقارير الأمم المتحدة تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن جميع الأسلحة التي تمتلكها الجماعة إيرانية المنشأ، يتم تهريبها عبر طرق بحرية معقدة، تشمل موانئ في دول مثل الصومال، إريتريا، جيبوتي، والسودان. لا تقتصر خطورة سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة على تهريب الأسلحة فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى تهديد أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات التجارية في العالم...

كما تستخدم الميليشيا الميناء قاعدة لتدريب خلايا إرهابية تهدف إلى استهداف الدول المطلة على البحر الأحمر، مما يزيد من مخاطر زعزعة الاستقرار الإقليمي. إن إنهاء سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة لن يكون مجرد انتصار عسكري، بل يمثل خطوة حاسمة نحو وقف التدخلات الإيرانية في اليمن، وقطع شريان التهريب الذي يمد الميليشيا بالسلاح والموارد...

كما أن استعادة السيطرة الكاملة على الميناء ستسهم في ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، بعد أن حوله الحوثيون إلى منصة لسرقة الإغاثة وابتزاز المنظمات الإنسانية. ما يتم اكتشافه وضبطه من شحنات أسلحة إيرانية متجهة إلى الحوثيين، يفضح الأكذوبة الكبرى التي تروج لها الميليشيا بشأن قدراتها التصنيعية. فكل ما بحوزتها من عتاد عسكري هو إيراني الصنع، يتم تهريبه عبر شبكات بحرية معقدة، ليستخدم في استهداف المدنيين والبنية التحتية في اليمن ودول الجوار...

لذا، فإن أي جهد دولي لإحلال السلام في اليمن، لا يمكن أن ينجح دون وضع حد نهائي للدعم الإيراني للحوثيين، وتجفيف منابع التهريب التي تغذي استمرار الصراع...