تحرير تعز: التوحد ضرورة استراتيجية في مواجهة التحديات الحوثية

طارق صالح قائد ألوية حراس الجمهورية "لا يمكن أن تحرر صنعاء إلا بتحرير تعز أولا."

(١)

يظل الحديث عن تحرير محافظة تعز مسألة في غاية الأهمية، ليس فقط على مستوى العسكري ولكن على مستوى السياسي والاجتماعي أيضا. إذ تتصدر تعز المشهد الثوري في اليمن، وتعتبر بؤرة العمل الوطني والنضال ضد الكهنوت والاحتلال الهاشمي ، فمنذ بدايات الثورة اليمنية ضد الاستبداد، كانت تعز دائما حاملة مشروع التغيير وصوت الحرية. لكن هذا الصوت الحر لا يمكن أن يكتمل إلا إذا توحدت الصفوف، ودفعت قوى المقاومة والجيش والثورة نحو هدف مشترك، ذلك الهدف الذي لا يمكن تحقيقه إلا بتوحيد الجهود وتنسيق الخطط بين جميع الأطراف العسكرية.

ولقد أكد العميد طارق صالح، قائد ألوية حراس الجمهورية، في تصريحات مهمة له، على ضرورة توحيد الصفوف، حين قال: "لا بد لألوية تعز أن تلتحم مع ألوية حراس الجمهورية." هذه الدعوة جاءت في وقت كان فيه اليمن يمر بمرحلة حساسة، فيما تضافرت العديد من القوى العسكرية والسياسية لمواجهة الخطر الحوثي المدعوم من إيران. بمعنى أدق فإن الحرب مع الحوثيين ليست حربا تقليدية بين جيوش، بل هي معركة وجود وكرامة وهوية وطنية يتطلب النصر فيها وحدة الصف، وليس التفكك والانقسام.

من هنا فإن أحد العوامل التي جعلت من دعوة طارق صالح تأتي في وقتها هو أن الحوثيين يعتبرون تعز هدفا استراتيجيا لعدة أسباب. أولا، تعز تمثل القلب النابض للثورات اليمنية وعاصمة الكفاح ضد القوى الرجعية والاستبدادية، ولذلك فإن الجماعة الحوثية ترى أن تحرير تعز سيكون ضربة قاصمة لمشروعها في المحافظة. ثانيا، تعز تقع في موقع جغرافي حساس يربط بين شمال اليمن وجنوبه، وبالتالي فإن سيطرة الحوثيين عليها تعني تكريس تقسيم اليمن وضمان السيطرة على حركة الإمدادات والأسلحة.

لذا ومن أجل هذه الأهداف الاستراتيجية، يدعو صالح وجميع الأطراف العسكرية إلى التنسيق الكامل بين ألوية تعز وألوية حراس الجمهورية، وهو تحالف عسكري من شأنه أن يساهم في تحرير المحافظة وكسر الحصار المفروض عليها. 

على أن هذا التنسيق ليس فقط خطوة عسكرية، بل هو قرار سياسي بامتياز. فالخلافات السياسية بين الأطراف اليمنية قد تكون جزءا من تاريخ الحرب الدائرة في اليمن، لكن الوقت قد حان لترك هذه الخلافات جانبا والتركيز على الهدف الأسمى وهو تحرير اليمن من قبضة الميليشيات الحوثية.

والشاهد أن أدرك الجميع في تعز أن المعركة ليست بين فصيل وآخر بل هي معركة كرامة ووجود ضد مشروع طائفي يهدد هوية اليمن ووحدته. لذا يجب على الجميع، دون استثناء، أن يتوحدوا ويتنازلوا عن خلافاتهم التي لا طائل منها. 

و من المثير طبعا أن اللجنة الإشرافية العليا التي تدير عملية تحرير تعز قد أكدت ضرورة التنسيق بين مختلف القوى العسكرية للمشاركة في معركة تحرير تعز وفك الحصار عنها. فيما هذا التنسيق لا يتطلب فقط دعما عسكريا بل يتطلب أيضا حشد كل الطاقات الشعبية والمجتمعية للمساهمة في معركة التحرير، وهو ما أكده المحافظ نبيل شمسان في تصريحاته بعد آخر اجتماع للجنة الإشرافية.

على إن تصعيد وتيرة التنسيق بين ألوية تعز وألوية حراس الجمهورية سيسهم في تعزيز الجبهة العسكرية ضد الحوثيين. خاصة في ظل ما أظهرته القوات المشتركة من انتصارات في الجبهات الغربية والشرقية. كما أن تعزيز هذا التنسيق سيشجع على مزيد من الوحدة بين القوى الوطنية في مواجهة الحوثيين الذين يسعون إلى زرع الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن.

ومن الأهمية بمكان أن يتوقف الإعلاميون والصحفيون عن تصعيد الفتنة بين الأطراف، وتجنب الخوض في مهاترات لا تسهم في المعركة الوطنية. بل يجب عليهم أن يكونوا صوتا واحدا ينادي بالوحدة الوطنية وتنسيق الجهود بين ألوية تعز وألوية حراس الجمهورية. فليس هذا وقتا للخصومات السياسية أو العسكرية، بل هو وقت التوحد لمصلحة اليمن وكل أبنائه.

ولقد أظهرت الأحداث الأخيرة في تعز أن الشعب اليمني، خاصة في المناطق المحررة، يرفض الذل والهيمنة الحوثية، ويعبر عن إرادته في نيل الحرية والكرامة. لذلك فإن التحرير لا يمكن أن يبدأ إلا بتوحيد الجهود على مختلف الأصعدة. إذ إن التحالف بين ألوية تعز وألوية حراس الجمهورية ليس مجرد خطوة عملية، بل هو موقف وطني يعكس التفاف الشعب حول مشروع واحد، وهو تحرير اليمن من قبضة الحوثيين وإعادة بناء الدولة اليمنية الحديثة.

كما من خلال هذه الرؤية الموحدة، يمكن لليمنيين أن يستشرفوا مستقبلا أكثر إيجابية، يكون فيه الجميع شركاء في بناء وطن يعلو فيه صوت الحرية والعدالة. ولذا، يجب أن نعلم أن توحيد الصفوف في هذا الظرف الحرج هو مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع. نعم ، دعونا نكون على قدر المسؤولية، ونتناغم جميعا لتحقيق الهدف الأكبر: تحرير تعز، ومن ثم تحرير صنعاء وكل شبر من أراضينا المحتلة.

(٢)

"ان المشروع الحوثي الإيراني يقوم على زراعة الخلافات والصراعات بين أبناء المنطقة الواحدة، وجميع الأطراف السياسية أخطأت ويجب أن تتعلم الدرس.

 أما تعز فهي مفتتح الثورات ورافعة العمل السياسي وموجهة العمل الوطني،كونها حاملة المشروع الوطني ومنبع الحكمة والثقافة والرافعة السياسية لكل الثورات ولا يمكن أن تحرر صنعاء إلا بتحرير تعز أولا.

كما الميليشيات الحوثية تكره تعز وتحاصرها عسكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً لإدراكها أن تعز هي الثورة والحرية وأن التحرير لا يبدأ إلا من تعز.

ونؤكد أن هدف اليمنيين تحرير صنعاء من عبث الميليشيات المرتهنة لإيران، التي تعمل على تجريف الهوية اليمنية وتسعى لاجتثاث كل أبناء اليمن

واحذركم من المعارك الجانبية ونحن ليست لدينا معارك جانبية ولن تكون لدينا معارك جانبية... هدفنا جميعاً هو تحرير صنعاء ولا بد أن نكون صفاً واحداً وكلمة واحدة لتحقيق الانتصار على الميليشيات التي تتغذى على خلافاتنا وتستفيد من زراعة الفرقة والحملات والعداء والتناحر وبتوحدنا سنهزم الميليشيات ونخلص الوطن من شرها."

...

عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني العميد طارق صالح، قائد ألوية حراس الجمهورية من كلمة ألقاها اثناء زيارته العام الماضي إلى مدينة تعز لأول مرة منذ مقتل عمه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح على يد الميليشيات الحوثية

**

(٣)

*****

"لذلك وحدوا الصفوف

صورة تجمع رفقاء السلاح تحت سقف واحد

الفندم طارق صالح عفاش مع رفيق السلاح الفندم عبده فرحان سالم المخلافي واخرون

بمعنى أدق يجب على الجميع معرفة ما يحدث من تعاهدات واتفاقيات بين قيادة محور والوية تعز وبين ألوية حراس الجمهورية....

التحالف مع ألوية حراس الجمهورية ضد العصابات الكهنوتية أمر لابد منه 

هذه حقيقة مايحدث على الواقع في تعز..

نعم أخطأ الجميع في مرحلة ما أما الآن فلا داعي الخصومة السياسية والعسكرية أبدا أبدا 

لا بد لألوية تعز أن تلتحم مع ألوية حراس الجمهورية لتكوين كيان عسكري قوي من أجل تحرير محافظة تعز وكسر الحصار بالقوة..

كما يجب على الإعلاميين من الطرفين عدم الخوض في مهاترات وخصومات لا داعي لها..

تحيا الجمهورية اليمنية

***

(٤)

الا تذكرون الخبر الذي مفاده:

اللجنة الاشرافية بتعز تدعو القوات المشتركة وألوية حراس الجمهورية للمشاركة في تحرير المحافظة 

تعز - سبأنت

ناقش اجتماع اللجنة الإشرافية العليا لمتابعة اعمال لجان الدعم والإسناد لمعركة تحرير المحافظة برئاسة محافظ المحافظة رئيس اللجنة نبيل شمسان عدد من التقارير المتعلقة بأداء اللجان وتسريع وتيرة الإجراءات المتعلقة بدعم وإسناد الجيش الوطني لاستكمال عملية التحرير.

وأقر الاجتماع دعوة ألوية حراس الجمهورية بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح والقوات المشتركة والقيادات العسكرية والألوية المتواجدة في الجهات الغربية والشرقية والجنوبية المحيطة بالمحافظة للمشاركة في معركة تحرير تعز وفك الحصار بجانب إخوانهم بالجيش الوطني الذين يسطرن أروع الملاحم ضد مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا ويحققون انتصارات رائعة في مختلف الجبهات في المحافظة.

كما أقر الاجتماع القرارات والاجراءات المتعلقة باستمرار الحشود الشعبية للتبرع في مختلف المديريات وإيداع جميع المبالغ بالحساب البنكي للدعم والإسناد وفق سندات رسمية وكذلك إقرار آليات الاستقطاعات للدعم والتبرعات وفق معيار واحد يسري على جميع الموظفين في المديريات المحررة وغير المحررة وتنظيمها في إجراءات واضحة وعبر نافذة واحدة تصب في الحساب المحدد بحيث تلبي احتياجات الجيش الوطني ومتطلبات عملية التحرير الكامل.

وفي مستهل الاجتماع أشاد محافظ المحافظة بالجهود الشعبية والمجتمعية في مختلف المديريات التي سارعت لتلبية إعلان التعبئة بدعم وإسناد أبطال الجيش الوطني ومايسطرونه من ملاحم بطولية تجسد توجه وإصرار كل أبناء المحافظة لاستكمال عملية التحرير ودحر هذه المليشيات الانقلابية الغاشمة.

مؤكدا أن المرحلة بحاجة الى توحيد الصف وحشد كل الجهود والطاقات وتنظيم عملية التبرعات وتسخيرها لاستكمال عملية التحرير منوها الى أن اللجنة الاشرافية تعمل بوتيرة عالية لازالة العوائق وتسريع الإجراءات الرامية لدعم الجيش الوطني لما فيه استمرار تحقيق الانتصارات المتسارعة في مختلف الجبهات حتى تحقيق الانتصار على هذه المليشيات وتطهير كل شبر من دنسها.

من جهته استعرض قائد محور تعز العسكري اللواء الركن خالد فاضل تقرير عن الاوضاع والمستجدات في الجبهات مشيدا بالتفاعل الشعبي الكبير لإسناد إخوانهم في الجيش الوطني الذين يخوضون معركة مصيرية ضد المليشيات كما استعرض مدير عام الشرطة بالمحافظة العميد منصور الاكحلي تقريرا مفصلا عن سير الأوضاع الأمنية والخطط الرامية الى بسط الأمن والإستقرار في المدينة والمناطق التي يتم تحريرها بالاضافة الى تقارير من الوكلاء المشرفون على المديريات ومن لجنة الموازنة واللجنة المالية ومن مدير عام الصحة والتي تطرقت في مجملها الى استمرار التفاعل الشعبي لعملية التبرع بالنفس والمال لدعم وإسناد معركة التحرير .