عدن بين الميناء والمصفاة ..والإهمال الذي لا ينتهي

في مدينةٍ كانت تُزهر بالحياة، وتُشعُّ بألق البحر وثراء الميناء، أصبحت الكهرباء ذكرى، والمياه حلماً يطارده المواطنون بين أزقة الإهمال. عدن، المدينة التي تختزن في أحشائها مصفاة عدن، وتحتضن ميناءً استراتيجياً، تُنازع اليوم للبقاء تحت وطأة سوء الإدارة والفساد. كفى تهرباً من المسؤولية! كفى تعليق الفشل على شماعة "العدو الوهمي"! الواقع يُنادي: الفساد هو العدو الحقيقي، والحلول المؤقتة لم تعد تُجدي.

"الفساد سرطان ينخر جسد عدن"

ما يحدث في عدن ليس مجرد سوء تخطيط، بل سرطان اسمه "لوبي الفساد" ينخر في مؤسساتها. الكهرباء تنقطع لأيام، والعملة تُباع في السوق السوداء، والخدمات الأساسية تتحول إلى سلعة فاخرة. بدلًا من مواجهة الفساد، تُلقى التهم على جهاتٍ وهمية، المدينة ضحية مؤامرة خارجية! والحقيقة المُرّة إن هناك من يسرق موارد عدن ويترك أبناءها يتضوّرون جوعًا. حان الوقت لكشف المستور، واجتثاثهم من الجذور.

ميناء عدن ومصفاة عدن.. ثرواتٌ تُدفن تحت ركام الإهمال!

كيف لميناءٍ استراتيجي أن يتحول إلى شاهدٍ على الإهمال؟ وكيف لمصفاة أن تُغلق أبوابها بينما تُستورد الوقود وتستغيث؟! العبث وصل ذروته حين تُطلق عدن نداءات استغاثة للحصول على وقود، رغم أن ميناءها قادرٌ على تغطية احتياجات محافظات أخرى. الثروة السمكية الهائلة تُهدر، وموارد المدينة تُنقل إلى جهاتٍ مجهولة، بينما أبناء عدن يُحاصرون بالظلام والدمار وأصبحت العاصمة المؤقتة (قرية). بشرع من يُبرر هذا العبث؟!

المواطن.. تنازل عن الترفيه، فلماذا تُسرق منه حقوقه الأساسية؟  

المواطن لم يعد يطلب سوى الكهرباء والماء والراتب. تنازل عن الترفيه منذ عقود، لكنه اليوم يُجبر على التنازل عن كرامته. الرواتب تتأخر، والعملة تنهار، والأسعار تُحلّق كالجراد. ومع ذلك، تَظهر "حلول" وهمية كمسكّنات مؤقتة، بينما الجرح ينزفُ أكثر. الشعب يريد جواباً واضحاً: متى تُعالج الأزمات من جذورها؟ متى تُعاد ثروات عدن إلى أبنائها؟

رسالة إلى القيادة: إنْ كنتم جادين الفساد يُدمّر البلاد وعدن تحتاج إلى:  

1-إعادة تشغيل المصفاة والميناء بشكل عاجل، وتحويل عائداتهما لخدمة المدينة.  

2-محاسبة الفاسدين علناً، وعدم التسامح مع من يسرق لقمة الشعب.  

3-خطة طوارئ لتوفير الكهرباء والمياه، ووقف الاعتماد على الحلول الترقيعية.  

الشعب سيكون خلفكم لو فعلتم، لكنه لن يغفرَ إن استمر الإهمال.

للصبر نهاية.. وعِدن لن تموت  

عدن مدينةٌ عصية على الموت هي مدينة مُستدامة منذ الأزل، لكن صبرها وصل إلى النهاية. كل يوم يُضيف جرحاً جديداً إلى جسد أهلها المنهك.

القيادة أمام خيارين: إما أن تُنقذ المدينة وتقوم على دعم حقوق الشعب، أو تستمر في سياسة التغاضي وتفقد آخر بقايا شرعيتها. التاريخ لن يرحم من خان الأمانة.