بعض العقل يا ساسة اليمن!
بالأمس لفت نظري تصريح لأحد القادة دون ذكر أسمه وهو اليوم يعيش في مأرب وخلاصة ما يقوله أو يقترحه بأن هل يستطيع الرئيس هادي التفويض الذي أعطاه لمجلس القيادة الثمانية؟ أو بما معني يلغي الإتفاق الذي تم فرضًا والعودة إلى السلطة مجددًا؟
كان منتشيًا بعض الشيء مشددًا أن هذا الإقتراح قد يخرج البلاد ماهي عليه الأن.
لكن في الحقيقة تصريحة أعادني إلى ما حدث في إبريل 2022 أي ما يقارب الثلاثة أعوام عندما فوجئنا جميعًا بمن فيهم أعضاء مجلس القيادة الرئاسي أنفسهم في الرياض عندما أنعقد المؤتمر والذي جمع نخبة من الأحزاب والكيانات والشخصيات الإجتماعية والعسكرية وطبقة كبيرة من السياسيين اليمنيين والجميع فوجئوا بأن الرئيس هادي سلّم السلطة إلى ثمانية أشخاص يتقدمهم رشاد العليمي وسبعة من نونوابه؟ والكارثة اليوم كل من حضر مراسيم تسليم سلطات هادي الشرعية للثمانية اليوم يندب حظه بأن هؤلاء الثمانية جلسوا على كرسي السلطة بغرض الإنتقام من اليمنيين ورفاهيتهم وعائلاتهم وذويهم أجمع.
للأسف ماحدث في إبريل 2022 في هذا اليوم المشؤوم الأبريلي الصعب الرهيب عندما سُلبت سلطة رئيس دولة منتخب وأعطيت لثمانية أشخاص لا يلتقوا إلا عند مصالحهم الشخضية معظهم لديهم من التشكيلات المسلحة التي غذت مفهوم العنصرية والمناطقية ولديها من الإنتهاكات التي لم تحدث قط!
تخيلوا ..بعد ثلاث سنوات نكتشف اليوم أنهم كانوا أسوأ من تحمل السلطة في ظل دعم دولي موجهة للحكومة المعترف وبدلا من توجيه هذا الدعم لشعب يعاني الأمّرين ذهبوا به خارج اليمن ليعيشوا به مع عائلاتهم متخليين عن كل المسؤوليات من تردي في العملة وإنقطاع رواتب وبلد يستباح وإنعدام لخدمات الكهرباء والماء.
وواضح جداً أننا دخلنا مرحلة الإنحطاط السياسي، مرحلة التخلي عن كل شيء، مرحلة من الضروري أن نقارنها بعصر ما قبل 2011 حيث أغلبية الناس أصبحت تترحم على وضع ما قبل ٢٠١١ .. وضع يجب أن يُدرس من قبل الساسة اليوم؟
- مطارات شغالة
- خدمات موجودة
- رواتب تصرف مع كل نهاية شهر
- وعملة قوية
خلال هذه الفترة تسنى لليمنيين أن يلتقطوا أنفاسهم و يبنوا كيانهم شبه المستقل و كانت هناك الكثير من الانجازات على كافة المستويات. ثم جاء أصحاب "قادة العيش خارج إطار الأزمة والتحكم بمصير اليمن من خارجه" و أوهموا الجميع بأنهم سيأتون بما لم يأتِ به الأوائل، معتقدين أن العنتريات الفارغة و الشو الاعلامي بقيادة فرقهم الإعلامية وقنواتهم الخاصة على صنع انتصارات .. و الحقيقة أنهم صنعوا انتصارات كثيرة و لكنها فقط في عقول المطبلين و أوهام الشعب الجاهل أما الواقع فمريع، مخيف ، ومفزع .. فقد الناس مقومات صمودهم و باتوا يعيشون في الشوارع و يسعون فيها كل يوم بحثاً عن الطعام و الشراب .. تحول الأعزّة الى أذّلة وتغير الحال للنقيض تماماً وكله باسم "القيادي الفلاني" ! .. باختصار هم قادة فشلة مرفوضة حتى من الشعب نفسه و لكن خارجياً حيث يسكن الكفيل هناك انتصار و عزة و كرامة لهم وعائلاتهم!!
وبالتأكيد هذا يجعلنا نقول (لدينا قادة عددهم ثمانية) ولكنهم فعلا خارج التغطية بما تعنيه الكلمة، فكيف لهؤلاء أن يعيشوا في الرياض ولا يستحون على أنفسهم ولو قليلاً .. كيف لهؤلاء أن يجلسو عشر سنوات في بلد ما ويريدوا أن يديروا موطنهم الأصلي على بعد مسافات تقدر بالألف الكيلو مترات.
أما للقيادي الذي تحدث عن عودة هادي فنقول لهم: أين كنتم عندما صفقتم للحدث الجلل وتم تأسيس المجلس الميت بأعضاءه وأُخذت الشرعية من رئيس منتخب أما أعينكم بل جميعكم كنتم تتحدثون عن فساد هادي وسوء إدارة هادي ولكن لم يقل أحد منكم أن الإجراء كان غير شرعي وكان بغرض إرضاء قادة التشكيلات العسكرية في مناطق الشرعية وفي النهاية اليوم تندبون حظهم!
ختامًا، من المؤكد أن البلد لن تسير إلى طريق يُنصف اليمنيين ولكنها تسير وفق مصالح هؤلاء القادة الثمانية وأن علينا كيمنيين أن نبحث عن طريقة ما تُخرجنا من هذا المرض المُزمن الذي أصبنا به.