حوارات ساخنة.. وأجواء باردة وصامتة!!
عشر سنوات عجاف من الحرب الجارية، والحوارات والاتفاقيات والتحالفات والشراكات الفاشلة وانهيار اقتصادي كبير، وفساد مالي وإداري والذي عصف بالحكومة الشرعية خلف الحائط.
وغضب شعبي واسع النطاق يكاد ينفجر بركانه بين وقت وآخر
وحوارات طال مداها ولم تحرك شيئا.
والوديعة البنكية مجرد مسكن علاجي ومهدئ، والبنك المركزي لم يتمكن من إنقاذ الاقتصاد اليمني من الانهيار.
وانهارت العملة اليمنية أمام العملات الأجنبية
وظلت العملات الأجنبية في ارتفاع مستمر
الأمر الذي كان له أثر سلبي على الحياة الاجتماعية والمعيشية للمواطن المظلوم في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار، والذي جعل راتب الموظف لم يعد يساوي قيمة كيس أرز .
أجواء شتوية باردة وصامتة وحوارات ساخنة في الرياض وجدة ومسقط.. وهناك ثورة الجياع قادمة بكل قوة من الشعب.
وإن العلاجات الترقيعية والمسكنات العلاجية المؤقتة أن تحل الأزمة أو متطلبات الناس.فالقضية كبيرة ، والأزمة معقدة، والصراع السياسي صعب في الحوارات والمشاورات الجارية في الرياض.
كل القضايا التي تم طرحها على طاولة المفاوضات أصبحت متوقفة في كافة الجوانب الاقتصادية والسياسية، وحتى على مستوى تصحيح مسار الشراكة الجنوبية مع الحكومة الشرعية.
الأمر الذي أثبت فشله الكبير على مستوى الساحة الجنوبية.
عن أي شراكة نتحدث إذا لم تتمكن هذه الشراكة من معالجة مشكلة الرواتب؟
عن أي شراكة يتحدثون ولا يمكنها معالجة مشكلة الكهرباء؟
وعن أي شراكة لم تتمكن من معالجة مشكلة الاقتصاد وارتفاع الأسعار؟ لقد وصل الوضع في الساحة الجنوبية إلى ذروته، وفاق الصبر.
حتى التعليم في الساحة الجنوبية توقف، وتحول الأمر إلى إضراب شامل، يقابله تصعيد نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين والنقابات العمالية للمطالبة بحقوق العمال المشروعة. ورغم كل ذلك لم يكن هناك أي استجابة أو مصداقية من الحكومة الشرعية تجاه المطالب المشروعة.
وهنا يمكنني الجزم بالقول إن الحوارات والمشاورات الجارية والتي تتزامن مع فصل الشتاء تكاد تكون باردة وعديمة الجدوى في ظل الأوضاع المأساوية التي تعيشها الساحة الجنوبية على مختلف الأصعدة وعلى كافة المستويات.
لا مؤشرات جيدة أو نوايا إيجابية لحلول سريعة للأوضاع المتردية في الساحة الجنوبية.
إن الحوارات الشتوية الباردة تقابلها عاصفة ثلجية خارقة بالساحة الجنوبية، أشبه بالعاصفة النارية المشتعلة في أمريكا، تلك العاصفه النارية العجيبة والغريبة والتي لم تشهدها أمريكا على مر العصور وعلى مستوى الأزمات.
ورغم الإمكانيّات الأمريكية الكبيرة، إلا أنها لم تتمكن من السيطرة على تلك النيران المشتعلة، والتي خلفت خسائر اقتصاديه كبيرة.
وانطلاقاً من مبادئ الصدق والحرص الوطني، وما سبق ذكره، فإننا ندعو الأشقاء في التحالف العربي والدول الراعية للسلام في اليمن إلى تحمل مسؤوليتهم التاريخية والأخلاقية والإنسانية في اتخاذ الإجراءات اللازمة والصادقة والمفيدة، إجراءات عملية سريعة وعاجلة لإصلاح الوضع الحرج الذي تعيشه الساحة الجنوبية قبل فوات الأوان وقبل أن يضربكم الطوفان الشعبي
إن تجاهل الجنوب وشعبه بشكل متعمد من خلال التجويع والإذلال الممنهج لن ينفعكم ولن تنجحوا. إن شعب الجنوب الحر العظيم، الذي سجل أروع الانتصارات والتضحيات، لا يمكنه أن يقبل سياسة الخضوع والذل.
فإما العيش بكل عزة وكرامة وإما ثورة شعبية عارمة لانتزاع الحقوق المشروعة والمطالب المنشودة.
فهل حان الوقت للمعاملات الحقيقية والصداقة الضرورية
فهل اكتفينا بالعشر سنوات الماضية والحكومات تأخذ العبر وتتقارب وجهات النظر لاستعادة الدولة الجنوبية؟
وهو ما يمثل الحل الحقيقي على مستوى الساحة اليمنية بشكل خاص والمنطقة العربية والمصالح الدولية بشكل عام
إن استعادة الدولة الجنوبية تمثل مفتاح الحل وصمام أمان لدول الجوار والملاحة الدولية والسلام الاجتماعي وبدون ذلك سيبقى الوضع في دوامة الصراعات والمؤامرات