صندوق النظافة وتحسين المدينة: بين الأهداف والواقع

تُعد صناديق النظافة وتحسين المدن من الأدوات الهامة لتحقيق التنمية الحضرية، حيث أُنشئت بهدف تمويل وصيانة وتحسين المدن وجعلها أكثر جاذبية وتنظيماً. ومع ذلك، فإن ما نشهده في العاصمة عدن يُثير تساؤلات حول فعالية هذه الصناديق ومدى تحقيقها لأهدافها المنشودة.

واقع الحال في عدن

رغم المبالغ الكبيرة التي تُجمع كرسوم على المواطنين باسم النظافة وتحسين المدينة، إلا أن المخرجات على الأرض لا تعكس حجم هذه الإيرادات. شوارع المدينة ما زالت تفتقر للنظافة والجماليات، ولا توجد ملامح واضحة لتحسين البنية التحتية أو إنشاء مشاريع جمالية حقيقية.

التحديات والعقبات

1. غياب الشفافية والمساءلة:

استمرارية نفس الإدارة لعقود دون تغيير تُثير الشكوك حول وجود خلل إداري أو سوء إدارة الموارد، ما يُحول هذه الصناديق إلى ما يشبه "الثقب الأسود" الذي يبتلع كل شي دون نتائج ملموسة.

2. الرسوم الباهظة:

يتحمل المواطن عبئًا كبيرًا من خلال رسوم النظافة والاعلانات والصرف الصحي ..الخ ، في وقت يعاني فيه من تردي الخدمات الأساسية وغياب تحسين ملموس للمدينة.

3. القصور في تحقيق الأهداف:

النصوص القانونية تؤكد أن هذه الصناديق تهدف إلى تحويل المدن اليمنية إلى نموذج للمدن العصرية، لكن الواقع يُظهر عجزًا في تنفيذ خطط الصيانة والتحسين.

ختامًا،

إن استمرار الوضع الحالي في العاصمة عدن دون إصلاحات حقيقية أو تغييرات إدارية جذرية يضع السلطات المحلية أمام تساؤلات مشروعة. المطلوب اليوم هو الشفافية والمساءلة وإعادة هيكلة إدارة صناديق النظافة لضمان توجيه الأموال إلى تحسين حياة المواطنين وتجميل المدينة بما يليق بمكانتها مع اعطاء حقوق العمال برواتب يستحقوها بمايبدلوه بالميدان وتحت حرارة الشمس ..

عارف ناجي علي