اتفاق وقف إطلاق النار في غزة .. تصاوير الفرح وارتدادات الصراع الإقليمي

اتفاق وقف إطلاق النار في غزة .. تصاوير الفرح وارتدادات الصراع الإقليمي

كتب| محمد العياشي alayashi2017@

بعد 467 يوماً من العدوان الإسرائيلي، تسود أجواء عارمة من الفرح في مختلف مدن قطاع غزة، حيث تم التأكيد على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وبدء تنفيذ صفقة لتبادل الأسرى. وقد أسفر هذا العدوان عن سقوط 46 ألفاً و745 شهيداً، وإصابة أكثر من 110 آلاف و265 إنساناً، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود. الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة حول الأبعاد السياسية لهذا الحدث التاريخي.

لقد اعتادت المليشيات الحوثية المدعومة من إيران على إطلاق الشعارات المرتبطة بفلسطين، مستغلة الأزمات المتتالية التي تعصف بالمنطقة لتبرير تصرفاتها العدوانية. وتحت شعارات الدعم الفلسطيني، كانت هذه المليشيات تلعب دور الضحية، ولكنها الآن تجد نفسها في موقف محرج بعد انتصار غزة وصمودها. فما عادت الشعارات قادرة على تبرير ممارساتها المنفصلة عن واقع الشعب.

في هذه المتغيرات، يأتي دور التحالف العربي، خصوصاً المملكة العربية السعودية والحكومة الشرعية في اليمن، ليحثا على سرعة التحرّك لخلاص البلاد من المليشيات الحوثية التي طالما استغلت الأزمات لتعزيز سلطتها. فالأحداث المتسارعة في المنطقة تتطلب استجابة عاجلة، وقد حان الوقت لوقف الانتهاكات وفتح طريق جديد نحو السلام والاستقرار.

إن انتصار غزة يجب أن يكون منارةً للحرية لكل الشعوب المظلومة، وهو فرصة لتصحيح المسار وإعادة توجيه الجهود نحو مقاومة الطغيان والظلم. فالفائدة القومية تأتي من قوة النضال والعمل المشترك، بينما المصائب تكون ثمار العجز والانقسام. لذا يدعو العديد من المراقبين للتحرك السريع والفوري؛ لتحرير اليمن من قبضة المليشيات وإعادة الأمل إلى قلوب الشعوب التي عانت من الاستبداد لفترة طويلة.

إن مسيرة التحرير وبناء المستقبل تحتاج إلى تنسيق حقيقي والتفاف جماعي من القوى الإقليمية، متمنية على الفصائل والجيوش الرامية للسلام أن تكون قادرة على تحويل هذه اللحظة التاريخية إلى فرص للإعمار والتطور، بدلاً من الدخول في دوامات جديدة من الصراع. إن السؤال المطروح الآن: هل ستستجيب هذه القوى للموقف الإيجابي أم ستظل تحت وطأة الأجندات الخارجية والتضليل السياسي؟

ختاماً، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ليس مجرد خبر عابر، بل هو بداية جديدة في مسيرة هذه الأمة نحو الكرامة والحرية، ونقطة تحول تستدعي التفاف الجميع لصياغة مستقبل مشترك، بعيداً عن المصالح الضيقة والولاءات الأجنبية.