بن مبارك يقود حملة وطنية لتحصين الدولة من الفساد

بن مبارك يقود حملة وطنية لتحصين الدولة من الفساد

تقرير/ جلال المارمي:

جهود بن مبارك في مكافحة الفساد ترسم مسارا وطنيا شاملا

منذ تولي الدكتور بن مبارك منصب رئاسة الحكومة، جعل مكافحة الفساد إحدى أهم أولوياته وأول الخطوات في مسار عمل الحكومة،  واليوم، تظهر بوادر نجاح جهوده بوضوح، حيث بدأ مجلس القيادة الرئاسي تنفيذ إجراءات منسقة مع كافة الجهات المعنية لمواجهة التحديات الكبرى المتعلقة بالفساد.
ومن أبرز القضايا التي أُحيلت للتحقيق بتوجيهات من رئيس الوزراء قضية المصافي والاستثمارات النفطية، حيث لا تزال التحقيقات جارية، ويتم اتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية ولم تتوقف بأي شكل من الأشكال.
وبحسب تقرير نشره أمس الأحد وكالة الانباء اليمنية (سبأ) قالت في التقرير انها اطلعت على ستة تقارير للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة تتعلق بمراجعة وتقييم اداء البنك المركزي اليمني منذ تاريخ نقله ومباشرة عمله بالعاصمة المؤقتة عدن في سبتمبر 2016 حتى نهاية 2021، ونتائج مراجعة موارد استخدامات القنصلية العامة اليمنية في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وسفارتي اليمن في المملكة الأردنية، وجمهورية مصر العربية منذ 2016 حتى 2023م.
كما شملت تلك التقارير نتائج مراجعة وتقييم اوليات توفير المشتقات النفطية لقطاع الكهرباء عبر لجنة مناقصات توفير وقود محطات الكهرباء لعام 2022، وكذا الاوليات والوثائق المتاحة الخاصة بالعقود المبرمة من قبل شركة مصافي عدن مع الشركة الصينية شنغهاي توربين، فضلا عن اوليات شراء السفينتين (اميرة عدن ولؤلؤة كريتر) واعمال المنطقة الحرة عدن.
وبالنسبة للقنصلية العامة في جدة، اوضح الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، ان أعمال المراجعة بينت عديد المخالفات، والتجاوزات المتعلقة بتحصيل الموارد، والرسوم القنصلية، وأوجه صرفها.
وذكر من بين تلك المخالفات فرض اللجنة العليا للجوازات زيادة في رسوم إصدار جوازات السفر العادية وتخصيصها جزء من رسوم الإيراد العام للصرف مقابل تكاليف اللجان لكل من وزارة الخارجية ومصلحة الهجرة والجوازات والجنسية ودخل إضافي للقنصلية العامة في جدة بدون مسوغ قانوني.
وافاد الجهاز بأن إجمالي المبالغ المنصرفة على ذلك النحو بلغ 91 مليون، و 236 الف ريال سعودي.
كما خلص تقرير الجهاز الى عدم التزام القنصلية بتوريد المبالغ المحصلة من رسوم إصدار جوازات السفر العادية والغرامات الخاصة للفترة من بداية 2018م حتى نهاية 2022م بمبلغ 156 مليونا و656 الف ريال سعودي، موضحا ان ما تم توريده كإيراد عام اقتصر على مبلغ 12 مليون، و 750 الف ريال.
وفيما يتعلق بسفارة اليمن في جمهورية مصر العربية كشف التقرير عن استيلاء موظفين على 268 الف دولار من إيرادات الدخل القنصلي من خلال التزوير في محررات رسمية بإصدار جوازات سفر بمهنة طالب مع العلم المسبق بعدم صحة المهنة وتحصيل رسوم جواز كامل منهم بمبلغ 95 دولاراً وترحيل رسوم تلك الجوازات في النظام الآلي والتقارير الفعلية بمبلغ 27 دولاراً، وبالتالي إثبات إيرادات الدخل القنصلي بأقل مما تم تحصيله فعلاً من المواطنين، كما تحدث التقرير عن مخالفات أخرى على صلة باستغلال بعض المزايا الممنوحة للسفارة، وأعضاء السلك الدبلوماسي.
وكشف الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة عن ارتكاب العديد من الإختلالات والتجاوزات لأحكام القوانين واللوائح النافذة فيما يتعلق بكافة التعاقدات المتعلقة بتوفير المشتقات النفطية لعام 2022م بقيمة 285 مليون دولار، ترتب عنها الإضرار بالمال العام بسبب تضخيم الأعباء المالية التي تحملتها الخزينة العامة، وتغليب مصالح الشركات المتعاقد معها على حساب المصلحة العامة.
وقال الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ان نتائج مراجعته لعقود شركة مصافي عدن مع شركة صينية كشفت عن إهدار للمال العام من خلال مشاريع متعاقد عليها مع الشركة الصينية المذكورة بتكلفة إجمالية 180 مليون 543 الف دولار تحت مسمى تحديث المصفاة دون وجود احتياج فعلي لها.
وتحدث الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة عن عديد الإختلالات والتجاوزات التي رافقت عملية الشراء والتعاقد على تشغيل السفينتين (اميرة عدن ولؤلؤة كريتر)، وكذا تكاليف إستئجار بواخر لنقل المشتقات النفطية، نتج عنها إهدار مبالغ طائلة وتبديد اصول الشركة.
وفيما يتعلق بالمنطقة الحرة عدن، خلص الجهاز الى قيام قيادة المنطقة الحرة بتسهيل الإستيلاء على أراضيها والمتاجرة فيها من خلال الموافقة على التصرفات التي قام بها بعض المستثمرين من بيع وشراء في أراضي المنطقة الحرة دون وجه حق تحت مظلة التنازل عن مشاريع كقطع أرض للجمهور وغيرها من التجاوزات.
وفي  تصريحات سابقة تعهد رئيس الحكومة الدكتور أحمد عوض بن مبارك بالاستمرار في معركة مواجهة الفساد مهما كانت حملات التضليل للتغطية على الفاسدين.
وأكد رئيس مجلس الوزراء بن مبارك، ان مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة، ليس مجرد شعار، لكنه نهج وموقف تعمل عليه الحكومة بكل حرص ومصداقية، واحتل أولوية قصوى منذ تكليفه برئاسة الحكومة، باعتبار ذلك قضية مهمة لإعادة ثقة المواطنين والمجتمع الإقليمي والدولي بالحكومة.
وكان ابن مبارك قد احال خلال الفترة الماضية عدد من ملفات الفساد الى النيابة العامة، بينها ملف فساد في مصافي عدن.
وقال إنه تم وضع خطة إصلاحية للمؤسسات التي شاب عملها خلل، وتم توجيه رسائل مباشرة للمؤسسات المعنية للإصلاح، ومن ثم إحالة القضايا التي تحتوي على ممارسات قد ترقى إلى مستوى الجريمة إلى النيابة العامة.
وفيما يخص اختلالات عقود مصافي عدن، كشف الدكتور بن مبارك عن فتح النيابة العامة للتحقيق في عقد بقيمة 180 مليون دولار، والذي استمر تنفيذه بشكل غير سليم طوال تسع سنوات، مؤكداً أن هذه الإخفاقات تسببت في هدر مليارات الدولارات التي كان يمكن أن تستخدم في شراء المشتقات النفطية.
وأضاف رئيس الوزراء أن الحكومة حددت مجموعة من المؤسسات التي يجب أن تكون داعمة لإيرادات الدولة، وفي مقدمتها قطاعات الطاقة والمشتقات النفطية، حيث بدأت الحكومة في إصلاح هذا القطاع عبر تفعيل لجان المناقصات، محققة وفورات كبيرة وصلت إلى 45%.
ولفت الدكتور بن مبارك إلى أن معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي تتوازى مع معركة مكافحة الفساد، قائلاً: "الفساد في زمن الحرب خيانة عظمى". 
كما أوضح أن الحكومة تحترم سيادة القانون وتعمل على إقامة دولة مدنية، في حين أن الميليشيا الحوثية تمارس نهب الدولة وقتل الأبرياء.
وشدد رئيس الوزراء على أن ملف مكافحة الفساد سيظل أولوية قصوى لحكومته، وأن الحكومة ستواصل اتخاذ خطوات مدروسة لضمان محاسبة الفاسدين، حتى وإن تعالت الأصوات المعارضة. 
وأكد أن معركة مكافحة الفساد ليست سهلة في الظروف الاستثنائية الحالية، لكنها ضرورية لضمان الحفاظ على مؤسسات الدولة وتحقيق العدالة والمساءلة.