رواتب معلمي مخيم الجفينة متوقفة منذ شهرين.. ونداء عاجل الى مكتب التربية بمأرب
كتب | محمد العياشي alayashi2017@
اليوم زرت مدرسة النصر في مخيم الجفينة. هذا الاسم الذي يحمل من الأمل أكثر مما تحمله جدرانها المتواضعة. رأيت بعيني ما يعجز الوصف عن إيصاله: عيونًا صغيرةً تتوق إلى المعرفة، وأخرى متعبةً ترفض الاستسلام.
في مدرسةٍ لا يتجاوز عدد فصولها 12 فصلًا، ينتظم 1500 طالب وطالبة من الصف الأول إلى السادس، في ورديتين صباحية ومسائية، داخل 24 شعبة دراسية. تخيلوا الزحام، وتخيلوا الصبر الذي يتطلبه الأمر.
ورأيتُ الأبطال الحقيقيين: 39 معلمًا ومعلمة، يقفون على خط المواجهة الأول. هم ليسوا مجرد موظفين؛ إنهم رُسُل إيمان رغم الجراح. رواتبهم متقطعة منذ شهرين، ومع ذلك لا يزالون يحضرون كل يوم. يعتمدون على خليط غير مضمون من التمويل: بعضهم على المجلس المحلي، والبعض الآخر على مساهمات المجتمع المتقطعة، وفريق ثالث على مكتب التربية، بعد أن توقفت المنظمة الداعمة عن دفع مستحقاتهم. إنهم يعلمون أبناءنا بقلوبهم قبل شهاداتهم؛ خدمتهم عظيمة لا تُقَدَّر بثمن، ونحن نرفع لهم أحر التحية ونثمن هذا العطاء غير المتناهي ، لكن التقدير وحده لا يبني مستقبلًا.
لذلك هذه صيحة نوجهها:
إلى أهل الخير والمجتمع الكريم: ندعوكم للمساهمة السريعة، ولو بالقليل. فقيركم قد يكون غنيًا بالنسبة لطفل يبحث عن مستقبله. ساهموا في حمل هذه الأمانة؛ فتعليم جيل اليوم هو ضمانة لمستقبل الجميع غدًا.
إلى المؤسسات والجمعيات والمنظمات الإنسانية: نضع بين أيديكم هذه الصورة الواضحة. العملية التعليمية هنا على حافة الهاوية. دعمكم ليس رفاهية، بل هو استثمار في الإنسان، وهو خط الدفاع الأخير ضد الجهل واليأس. لا تتخلوا عن هذه المهمة النبيلة.
إلى مكتب التربية والتعليم بمديرية المدينة، ومكتب التعليم بالمحافظة: هذه دعوتنا الأساسية والأكثر إلحاحًا. التعليم حق وليس منّة. نستغيث بكم، نطلب منكم سرعة الالتفات والتحرك العاجل. رواتب المعلمين متوقفة، والمستوى التعليمي في تراجع، ومستقبل 1500 طالب على المحك. لا يمكن أن تتحمل المدرسة والمجتمع المحلي هذا العبء وحدهم. ننتظر منكم خططًا طارئة وحلولاً فورية لإنقاذ التعليم في المخيم.
لا ندعو للعطف بل ندعو لتحمل المسؤولية.



