بيان هام صادر من عدن
منبر الأخبار
تابع المنتدى الثقافي العدني عن كثب تطورات الأحداث والوساطات الاممية والدولية والاقليمية ودور سلطنة عمان الشقيقة في ايقاف الحرب ومعالجة القضايا الانسانية ومعاناة الشعب اليمني منذ ثمان سنوات من أعمال الحرب والتنكيل والجوع والتشريد والنزوح وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي, والجهود المبذولة مع الأطراف في المشهد اليمني , والمحادثات بين السعودية والحوثي بمعية الوساطة العمانية ورغبة الجميع في إيجاد حل سياسي للقضية اليمنية , وهدنة طويلة الأمد تنعش آمال الشعب اليمني باستقرار سياسي نحو استقرار اقتصادي ومعيشي وبناء الدولة.
ويرى المنتدى الثقافي العدني أن الأمل في الخروج من هذا النفق المظلم الذي دمر اليمن واعاده الى مراحل الجهل والتخلف والمرض والعصبية الجاهلية والتعصب القبلي والطائفي والسلالي والتدخلات الخارجية , لتشكيل انفراجة حقيقية وعودة للوعي الجمعي اليمني , من خلال العمل بما يلي :
اولا:. عندما نرى اليمنيون يجتمعون على طاولة حوار حقيقية , تضم كل الأطياف السياسية والفعاليات المجتمعية المدنية والشبابية والمرأة وتشمل كل المناطق دون تهميش واقصاء , في تمثيل عادل للقضايا العالقة , وعلى رأسها المناطق المضطهدة منذ بزوغ الدولة الوطنية في الشمال والجنوب منذ مطلع الستينات من القرن المنصرم .
ثانيا:. أن الحديث عن القضية الجنوبية , لا يمكن أن يكون بمعزل عن الحديث عن قضية عدن المدينة والمدنية والتاريخ, وحضرموت التاريخ والحضارة والتراث , والحديث عن الشمال بمعزل عن صنعاء وتعز وتهامة .
ثالثا:. نؤكد أن المشكلة في اليمن ليست سوى ظلم واضطهاد واستبداد لمناطق أكثر تعصبا للتسلط والهيمنة , على مناطق أكثر تسامحا مع محيطها , مناطق اكثر تخلفا ترفض التغيير والشراكة الحقيقة في السلطة والتوزيع العادل للثروة , على مناطق اكثر تقبلا وشغفا لفكرة الدولة العادلة والحكم الرشيد , مع حفظ خصوصيتها الثقافية والاقتصادية والمدنية وحقها في الشراكة السياسية .
رابعا:. نشير كمنتدى ثقافي عدني , المهتم بحماية المجتمع المدني في عدن , أن عدن التي كانت البداية في النهضة والرقي الثقافي والفكري والسياسي , والتفوق الاقتصادي بما تمتلكه من مقومات , موقع استراتيجي وهبه الله لهذه الأرض لتكن مصدر رزق وفير لكل طالبي الرزق الحلال , والاستقرار النفسي والروحي , والانتعاش الحضاري , والتزود بالثقافة الإنسانية والعلم الوفير , والتعايش مع المختلف , وتسامح الأديان والعقائد والثقافات , اليوم تفتقد لكل تلك المقومات , بسبب ما تعرضت له من صراعات وغزوات عصبيات ما قبل الدولة , عطلت فيها فكرة انشاء وبناء الدولة المدنية الوطنية , وروح القانون , والتعايش , والتسامح , والتنوع والتعدد .
خامسا:. نامل أن لا تستثنى عدن اليوم من أي تسوية حقيقية لإرساء السلام في اليمن ويصادر حق أبنائها في إدارة نفسها بنفسها بما يوجد لديها من موارد بشرية وإنسانية كفاءاتهم عالية ومدربة وذات خبرة .
سادسا :. يؤكد المنتدى الثقافي العدني انه لا سلام حقيقي دون ريادة المجتمعات المدنية ومنها عدن لتكن رائدة في التحول السياسي لإرساء سلام عادل , ينهي حالة الصراع بين العصبيات والأيديولوجيات العقيمة .
سابعا:. لا يمكن الحديث عن سلام من خلال تسوية محاصصة تتقاسم فيها قوى العنف والعصبية والمذهبية لمناطق ومنها عدن , سلام كهذا هو سلام مفخخ بفخاخ كي تتفجر في وجوهنا بعد حين .
ثامنا :. نطالب دول التحالف والرباعية الدولية والمجتمع الدولي وكل الاطراف المعنية اليمنية, أن ينظروا لحل قضية المدينة عدن كمحور لحل قضايا اليمن جنوبا وشمالا ( كما اشير في المادة 273 من دستور مخرجات الحوار الوطني , على أن يكون لعدن وضع خاص ), على اعتبار أن عدن في الماضي والحاضر الرابط المهم للهوية , والبداية لكل ما هو جديد ومفيد , و ستكون النهاية لكل ماسي البلد والمنطقة , نهاية للصراعات والحروب والكراهية والعنصرية , للطغيان والهيمنة .
عدن هي منبع السلام , البيئة الحاضنة لثقافة السلام والتسامح والوئام , عدن المدنية والنظام والقانون الضابط للعلاقات وايقاع الحياة , التي ترفض العصبية وحكم الغلبة , والعنف والتعنيف .والحروب المدمرة للحياة والإنسانية .
صادر عن الهيئة الإدارية للمنتدى الثقافي العدني
الخميس 13 أبريل 2023م