عيدنا جريمة

عيدنا جريمة

منبر الأخبار


  - قتل النفس البريئة جريمة تدينها كل الشرائع السماوية والدنيوية، وتبريرها أو تمريرها من أي سلطة أوتسويفها بتشكيل لجنة، بمثابة أنتهك لحقوق الناس، وتهديد سلام المجتمع.

   - عندما يقف القانون، والعدالة شهود زور في صف القوي والبلطجي، ويقيموا الحد على الضعيف، عندها يمسي الوطن جنازة المواطن البسيط، والمسؤولين حفاري قبور.

   - وعندما تقود الفوضى السلطة، وتقرر مواقفها (برزة) أو نزوة حزبية، يصبح استقرارنا وحياتنا على كف عفريت، وعندما يختار المجتمع أن يكون جبان، فلا عزاء إن شيع إلى مثوه الأخير .

  - كانوا يكبرون، ويصلون بطمئنان، ويستقبلون المهنئين في قصرهم بكامل زرينتهم، ويوزعون قبلاتهم وابتساماتهم على زوارهم، وفي مكان آخر من الوطن، كنا نفطر على جريمة، وعيدنا مصبوغ بالدم، ونموت بالجملة على باب مدرسة، وبانتظار إعانة تجار أو نقتل في ساحة مصلى أو شوارع مدينة.

   - نامت صنعاء مفجوعة، واستقبلت عيدها شاحبة، وأصبح عيد بيحان على جريمة اغتيال (الباني)، واستبدلت مدينة جعار عيدها بكابوس كان ضحيته الشابين المليكان، وبن سبعة.

   - صنعاء حملت أرواح الغلاباء (الكبوس)، وفي شبوة اغتالوا (الباني) في عين صباح العيد، وكانت كل بيحان شاهدة على الجريمة ومن ارتكبوها، وشكلوا لجنة، والتي قدمت تقريرها، واعترف الجناة بفعلتهم، ولكن سلطة (بن الوزير)، ولجنته عجزوا عن اخضاع قائد صغير، رفض تسليم الجنود وايداعهم سجن المحافظة المركزي، ومازال جثمان (الباني) - رحمة الله عليه - في الثلاجة، وأهله معتصمين في المدينة، ولا نعلم أن كانت مهمة اللجنة أنتهت بأدنة الجناة أم مازالت تبحث عن تسوية على حساب الضحية.

  - تجاربنا كثيرة، وبات كلنا على قناعة أن تشكيل لجنة يعني (طلفسة) القضية ، ونعتقد أن محاسبة الجنود لا يعفي المحافظ (بن الوزير) وسلطته من المسؤولية. 

  - تأخر العدالة ظلم، وإذا استمر ملف قضية (الباني) مفتوح، قد تجد فتنة جديدة طريقها إلى شبوة، ونخشى بألا يتوقف سعيرها في بيحان. 

  - كما ودعت مدينة جعار في أبين رابع أيام العيد، الشابين دودي المليكان وكمال بن سبعة، الأول على يد (بن سبعة) أثر شجار تأفة، والثاني برصاص الحزام الأمني الذي نفذ جنوده قانونهم الخاص ، وقرروا تصفية بن سبعة برغم استسلامه، واحتفلوا بنتقامهم، مطززين بالدولة.

   - لا نحتاج لجان، ولكننا نحتاج أخلاق، وسلطة مسؤولة، وقادة قدوة، فحياتنا ليست رخيصة، ولعبة يعبث بها قائد بطران أو جندي مكرع.

- بكل أسف، الدولة يحكمها أكثر من رأس، ولكنها بلا كبير !.

- ياسر محمد الأعسم/ عدن 2023/4/26