سقطرى ومبدار تشابه في النبات والطيور 5

سقطرى ومبدار تشابه في النبات والطيور 5

منبر الأخبار

 

بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي

    طالعت قبل أيام بحثا في الإنترنت ، يتحدث عن أنواع الطيور في أرخبيل سقطرى إذ بلغ عددها ٢٢٥ نوعا ، وكان البحث لعالم الطيور البريطاني ريتشارد بورتر والباحث اليمني احمد سعيد سليمان ، وقد نشر في مايو ٢٠٢٠م ، ففرحت كثيرا أن تكتشف معالم الجمال كلها في الأرخبيل ، وتمنيت من كل قلبي أن يسلط الضوء على معالم الجمال والعجائب والغرائب وأسرار البيئة كلها في وطننا الغالي ؛ لأن هناك الكثير من الكنوز المغمورة والأسرار المدفونة في بلدنا الجميل ؛ ففي جبل مبدار على سبيل التمثيل فقط -لأنه مسقط رأسي- العديد من  الطيور  ذات الألوان البديعة والأشكال الغريبة ، لكن لا أحد يكتب عنها أو يحميها من الانقراض ، ومثل ذلك في مناطق كثيرة ، وعندما نتحدث مع أولياء الأمور ورجال السلطة عن مثل هذا الأمر ، يسخرون منك ويضحكون من حديثك ، بل تجد لسان حالهم يقول : إذا كنا لم نستطع حماية الإنسان من الانقراض ، وبقينا ننام ونصحوا على القتل والاقتتال منذو فجر الثورة إلى يومنا هذا ، فكيف نستطيع حماية الطيور والنبات وإقامة المحميات الطبيعية والحفاظ على البيئة ؟ ومع ذلك لم ولن نيأس وسنظل ندعوا المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني أن تقوم بزيارة بلاد الصبيحة قاطبة ، وعلى وجه الخصوص تقوم بزيارة جبل مبدار ، وجبل خرز ، لعلها تستطيع حماية ماتبقى من الطيور والنبات …

   أعود إلى موضوعنا الطيور في سقطرى وجبل مبدار ، لقد كانت زيارتي لسقطرى رسمية وقصيرة إذ لم أتمكن من مشاهدة الكثير من الطيور ، فضلا عن أن قلمي لايدون إلا مايشاهده بصري ؛ لذلك سوف أعمد لوصف بعض الطيور في جبل مبدار ، منها النسور والرخم والصرور وهذه كثيرة في الجبل وهي الأكبر حجما مقارنة بغيرها ، وتأتي بعدها فصيلة الصقور ، وهي الأصغر حجما منها ، وأهم الصقور في جبل مبدار مقيبل علي -بضم الميم وفتح القاف وسكون الياء وكسر الباء- وينعتونه أيضا بشيخ الطيور ، لونه رمادي ، متوسط الحجم أي يساوي الدجاجة المحلية تقريبا ، يتميز بالذكاء الحاد ، والقوة الخارقة ، فيه من الأنفة والكبرياء مالايعرفه حكام هذه البلاد ، والمتسلطون على رقاب العباد ، تجده دقيق الملاحظة ، كثير الالتفات ، سريع الانتباه ، ويعد في جبل مبدار والمناطق المجاورة سيد الطيور وزعيمها ؛ لأنه الأجمل والأذكى والأدهى والأكثر كبرياء واعتزازا بنفسه من بين سائر الطيور ، لكنه على وشك الانقراض ، ومن الصقور في جبل مبدار الهاف -بسكون اللام وفتح الهاء- ويسمونه أيضا السافع ، ويعرف باختطاف فراخ الدجاج وأكلها ، إذ يرقب الدجاجة حتى إذا خرجت وخلفها فراخها يهجم بسرعة البرق فيأخذ فرخا ويطير به إلى قمة بعيدة من المنزل ويأكله ، وهناك نوعا آخر من الطيور في جبل مبدار لا يختلف عن الحمام في حجمه ، ومن هذا الفصيل العيل ومفرده عيلة ، ويميل في لونه إلى الزرقة ، يقتات من الحقول ويمسي في قمم الجبال ، وكذلك طائر الحجل

ذو اللون القمحي ويسمونه الجولب واليمام ، لكن الأجمل من هذه الطيور طائر العجريس ، وهناك من يسميه الحمام القمري ، هذا النوع من الطيور يمتاز بشكله ذي اللون البديع وتغريده الساحر الذي تشبه إيقاعاته المقاطع المؤثرة من الموسيقا ، إذ يجعلك عندما تصغي إليه تتأثر به حتى يكاد أن يصل بك الحال إلى التغريد معه . نختصر المقام بطائر اللوام الذي يساوي النسر في الحجم غير أن له رقبة طويلة جدا وهو يعد من الطعام الحلال ، ويتواجد في مسارب المياه إذ تتحقن القلت التي تتواجد فيها الأسماك الصغيرة والتي تمثل الغذاء الأمثل لطائر اللوام ، ومثله يوجد في أرخبيل سقطرى ويسمى الغاق السقطري وكذلك يوجد في دولة قطر ويسمونه اللوة ..أعزائي القراء أرجو أن أكون قد وفقت إلى حد ما في سردياتي التي سلطت فيها الضوء على شيء من الجماليات في أرخبيل سقطرى في أثناء زيارتي القصيرة التي لم تدم أكثر من أسبوع ، وأبشركم بأنني على وشك إصدار كتيب عن ذلك الأرخبيل الذي استهوى القلب وسكن الفؤاد …