انها مدرسة الشهيدة نعمة رسام

انها مدرسة الشهيدة نعمة رسام

منبر الأخبار

 

مقال للكاتب جواد محمد ناجي النابهي

وربي نزلت دمعة عيني من شدة الفرحة التي انتابتني لحظة وصول الطالبات وزميلهن البراء إلى مدرسة الشهيدة نعمة رسام ؛ وما زادني ألماً أني لم أكن حاضراً في تلك المشاهد التي ستنعكس إيجاباً على بقية الطلاب والطالبات في #اليمن عامة وتعز خاصة وستدفعهم لبذل المزيد من الجهد والمذاكرة وتنمية المهارات لينالوا شرف مثل هذا التكريم وستخلق المنافسة بين المدارس ، والتي ستبقى للتاريخ وستدونها كتبه ، وسنحكيها لأبنائنا واحفادنا بإنه في زمن من الأزمان ؛ في القرن الواحد والعشرين وبالتحديد شهر #فبرائر المجيد من عام ٢٠٢٣ م. شهدت #تعز حدثاً عظيماً رغم الحرب والدمار وضعف والموارد وانعدامها في بعض المرافق الحكومية ، إلا أن كانت العزيمة والإرادة الطموحة هي التي غلبت كل تلك الظروف وساهمت في إعادة كتابة التاريخ من جديد وإرسال رسالة قوية للعالم أن تعز الثقافة والعلم تمرض لكنها لا تموت ، وهاهي #مدرسة_الشهيدة_نعمة_رسام تحمل راية العلم بالنيابة عن تعز خاصة واليمن عامة ومثلتهما في مسابقة دولية اقيمت في أرض الفراعنة مصر العربية وبمشاركة خمسة عشر دولة عربية وإفريقية وأسيوية ومعهن دولتان أوروبيتان بلجيكا وفرنسا ، ومع ذلك حصلت اليمن على المراكز الأربعة الأولى في المسابقة وكان نصيب مدرسة الشهيدة نعمة رسام المركز الأول والثالث والرابع ، وبهذا الإنجاز استعادت تعز ثقتها بنفسها وأنها حاضرة اليمنيين ومستقبله ، وما كان ليتحقق ذلك لولا العمل الدؤوب والمتواصل من حفيدة بلقيس الأستاذة رجاء الدبعي التي وجهت رسالة قوية للقيادة السياسية في الوطن بإعادة الإعتبار للمرأة اليمنية وإعطائها الفرصة في تولي مناصب قيادية عليا في الوطن.

وأعتبر نسيان أو تجاهُل الدور الذي قامت به مديرة مدرسة الشهيدة نعمة رسام وكادرها التعليمي عقوقاً في وقتٍ غابت فيه الدولة ، وأصبح شغف حب التفوق والنجاح يفوق انتظار ما يقابله من مردود ، ومن باب رد الجميل واعترافاً بالجهود التي بذلنْ في سبيل حمل رسالة التعليم وإيصال الوعي والمعرفة ورفع اسم اليمن عالياً ، وجب علينا أن نرفع القبعات تكريماً لهُّن ؛ ومن هؤلاء - اللاتي أعطين وأكثرن ، جِدنَ وما بخلن ، بذلن فما وهِن ولا تقاعسن ولا قصرن - مديرة المدرسة الأستاذة رجاء الدبعي والأستاذة عفاف أحمد مهدي مدربة رياضيات #الفيدا_ماث و #الحساب_الذهني ، فهاتان المعلمتان تتلمذ على أيديهن الكثير من الطلاب والطالبات في تعز ، وما (البراء و أنهار و رفاء و حلا) إلا  بعض من غاصوا في بحر علمهن ونالوا هذا الشرف ، والكثير منِّا يعرفهن ، فلا فائدة من تكرار ما هو معلوم عنهن ، فمن الواجب علينا أن نقف وقفة إجلال لمثل هذه القامات الوطنية صانعاتِ الأجيال ، اللتان أسسن طريق نجاح من العدم وأمنين بقدرات طالباتهن وعقولهن ، فلهن شكر من القلب ؛ شكرا لكنْ يا من أعطيتنْ للتعليم قيمة ؛ يا من غرستن التميز فيما بين طالباتكن ، شُكراً لكن ، تستحقين كل الشكر والتقدير خاصةً في وقتنا الراهن ... فأنتن دون سواكن من أعطين الكثير من جهدهن ووقتهن وعلِمهن الثمين ، لكنْ مني كل مشاعر الحب والوفاء والإخلاص والتقدير ، إليكنْ يا أصحاب الرسالة الهادفة ، يا أصحاب حب العمل الجادّ ، يا من غرستن بطالباتكن كل المبادئ والقيم السامية والتي ستبقى مزروعة فيهنْ وسترافقهن في حياتهنْ العلمية والعملية ، أقول شُكراً ... وإن كانت تعجز جميع كلمات الشُكر والإمتنان عن إيفائكن ولو جزءً بسيطاً من حقكن ، أشكركن على تعبكن في سبيل إيصال رسالة التعليم طوال السنين ، كنتن ولا تزالين النور الذي وأنارَ درب أجيالٍ كثيرة ،،،

#جواد_النابهي