“أبناء تهامة بين قمع الحوثيين وتجاهل الشرعية: هل ينصفهم مجلس القيادة الرئاسي؟”..

✍????: عبدالجبار سلمان 

يشهد أبناء تهامة، الذين يعيشون تحت سيطرة مليشيات الحوثي، معاناة شديدة نتيجة السياسات القمعية والانتهاكات المستمرة التي تمارسها هذه المليشيات الطائفية بحقهم. وعلى الرغم من توقيع اتفاقية ستوكهولم في ديسمبر 2018 بهدف التخفيف من حدة النزاع في اليمن، إلا أن هذه الاتفاقية أصبحت، بحسب أبناء تهامة، غطاءً لجرائم الحوثيين بدلًا من أن تكون وسيلة لتحقيق السلام..

فمنذ توقيع اتفاقية ستوكهولم، لم تلتزم مليشيات الحوثي بأي من بنودها، سواء فيما يتعلق بإعادة الانتشار في مدينة الحديدة أو تخفيف المعاناة الإنسانية. بل استغلت هذه الاتفاقية كوسيلة لتعزيز سيطرتها العسكرية وتوسيع نطاق ممارساتها القمعية..

وتسبب هذا الوضع في زيادة الأعباء على أبناء تهامة، الذين يعانون من الحرمان من أبسط الحقوق، بما في ذلك التعليم، الصحة، وسبل العيش. في ظل هذه الظروف القاسية، يناشد أبناء تهامة مجلس القيادة الرئاسي بضرورة التحرك الفوري لإنهاء هذه المعاناة. وتتجلى أبرز مطالبهم في إسقاط اتفاقية ستوكهولم، التي يرون أنها أصبحت عديمة الفائدة وتكرس الواقع القائم لصالح الحوثيين..

 كما يدعون إلى تمكين أبناء تهامة من إدارة شؤونهم واستعادة دورهم الوطني بعيدًا عن التهميش والإقصاء المستمر. تاريخيًا، عانت تهامة من التهميش والإقصاء من قبل الحكومات اليمنية المتعاقبة، ولم تحظَ بالدعم الكافي لتنمية مناطقها أو تحسين أوضاع أبنائها. واليوم، لا تزال الشرعية اليمنية، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي، تتجاهل صرخات أبناء تهامة رغم معاناتهم المتفاقمة..

هذا الإهمال يزيد من حالة الغضب والإحباط لدى السكان، الذين يرون في ذلك استمرارًا لسياسة الإقصاء واللامبالاة. في ظل هذه التحديات، يبقى السؤال الأكبر: هل سيستجيب مجلس القيادة الرئاسي لمطالب أبناء تهامة هذه المرة؟ أم سيواصل السير على خطى الحكومات السابقة في التغاضي عن معاناتهم؟ ..

المؤشرات حتى الآن لا تبشر بالكثير، خاصة مع عدم اتخاذ خطوات ملموسة لدعم تهامة أو الضغط على مليشيات الحوثي لتنفيذ اتفاقية ستوكهولم...

وفي الختام أبناء تهامة يعيشون بين مطرقة مليشيات الحوثي وسندان التجاهل الحكومي، ويواجهون واقعًا قاسيًا يتطلب تدخلًا عاجلًا. إسقاط اتفاقية ستوكهولم قد يكون خطوة أولى نحو تخفيف معاناتهم، لكن ذلك يتطلب إرادة سياسية حقيقية من مجلس القيادة الرئاسي وموقفًا جادًا يعيد لتهامة مكانتها ويحقق لأبنائها العدالة والإنصاف...