"الحراك التهامي والمقاومة التهامية والوية الزرانيق نضال وإرادة لا تنكسر"
بقلم الكاتب / عبدالجبار سلمان..
تهامة، تلك المنطقة الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر، كانت منذ سنوات طويلة هدفاً لطموحات القوى الداخلية والخارجية نظرًا لأهميتها الاقتصادية والجغرافية. ومع تصاعد الصراع في اليمن، احتلت ميليشيا الحوثي هذه المنطقة بوحشية، مستهدفة السيطرة على موانئها ومواردها وأهلها..
لكن شعب تهامة، بأطيافه وقواه المختلفة، لم يقف مكتوف الأيدي؛ إذ ظهرت حركات وطنية مقاومة اتسمت بالشجاعة والتفاني، من أبرزها المقاومة التهامية، الحراك التهامي السلمي، وألوية الزرانيق، التي قدمت نموذجًا مشرفًا للنضال والتضحيات في سبيل تحرير أرضها من قبضة الحوثي..
كانت المقاومة التهامية بمثابة خط الدفاع الأول عن تهامة، حيث أخذت على عاتقها مسؤولية التصدي للميليشيا الحوثية المدعومة من إيران، فحققت إنجازات كبيرة في تحرير العديد من المناطق، وتمكنت من دحر الحوثيين من أجزاء واسعة من الأراضي التهامية..
عملت المقاومة التهامية بتفانٍ وتضحيات جسيمة، ما أكسبها احترام ودعم سكان المنطقة الذين وثقوا في هذه الحركة باعتبارها تمثل صوتهم وطموحهم في التحرير والحياة الكريمة. أما الحراك التهامي السلمي، فقد مثل الوجه المدني والنضالي الشعبي لهذه المقاومة، حيث نجح في حشد طاقات أبناء تهامة وتوجيه غضبهم المشروع ضد ظلم الحوثيين وتجاوزاتهم...
رفع الحراك التهامي مطالب تهامة العادلة وأوصل صوتهم إلى المجتمع الدولي، محاولًا أن يكشف للعالم حجم المعاناة التي يتكبدها سكان تهامة تحت سيطرة الميليشيا، ما ساهم في تشكيل وعي جماعي ضد الحوثيين. بجانب المقاومة الشعبية والمدنية، شكلت ألوية الزرانيق الذراع العسكري المدرب للمقاومة التهامية، حيث امتازت بتدريب عالٍ وقدرات قتالية متميزة. خاضت الألوية معارك شرسة ضد الحوثيين وأثبتت نفسها كقوة ضاربة في مساعي التحرير...
استبسلت هذه الألوية في القتال وحققت مكاسب هامة على الأرض، وحررت عدة مناطق كانت تحت سيطرة الحوثيين، ما أعطى بارقة أمل لسكان تهامة بأن التحرير الكامل قد بات قريبًا. رغم الإنجازات البطولية التي حققتها المقاومة التهامية وألوية الزرانيق، جاءت اتفاقية ستوكهولم لتعقد الأمور...
فقد كانت هذه الاتفاقية، التي أبرمت برعاية الأمم المتحدة عام 2018، بمثابة طوق نجاة للحوثيين، إذ جمدت العمليات العسكرية وأعطت الميليشيا مجالاً للتنفس وإعادة التموضع. وبموجب هذه الاتفاقية، توقف تقدم القوات التهامية والحراك الشعبي التهامي، ومنح الحوثيون الفرصة لتعزيز قبضتهم على تهامة واستمرار السيطرة على مناطق هامة كمدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي...
لم يكن هناك شك بين أبناء تهامة أن اتفاقية ستوكهولم أسهمت في تثبيت الحوثيين ومنحتهم مزيداً من السيطرة على المنطقة، ما أثار حالة من الغضب والاستياء بين الأهالي والمقاومين. شعر الشعب التهامي والمقاومة التهامية بخيبة أمل كبيرة تجاه المجتمع الدولي الذي رأوا فيه أنه تخاذل أمام الحوثيين وترك التهاميين يعانون، بل ويمنعهم من استكمال مسيرتهم نحو تحرير أراضيهم. رغم العقبات والتحديات التي فرضتها الاتفاقيات الدولية، تظل قوات المقاومة التهامية والحراك التهامي وألوية الزرانيق وجميع القوى الوطنية مستعدة وجاهزة لمواجهة الحوثيين..
فالتدريبات مستمرة، والتخطيط العسكري لم يتوقف، والتحالف بين القوى المختلفة في تهامة يزداد قوةً وصلابةً. وبالنسبة لأبناء تهامة، تحرير مناطقهم من الحوثيين ليس مجرد هدف، بل هو وعد قطعوه على أنفسهم ومستقبل يرونه قاب قوسين أو أدنى. ختاماً لم يكن تحرير تهامة ممكنًا لولا الجهود الجبارة التي بذلتها المقاومة التهامية والحراك التهامي وألوية الزرانيق...
ورغم محاولات المجتمع الدولي لفرض حلول لا تراعي مصالح التهاميين ولا تضع في اعتبارها تضحياتهم، فإن إرادة الشعب التهامي لم ولن تنكسر. إنهم على أهبة الاستعداد لمواصلة النضال، ليس فقط لتحرير تهامة، بل لتحرير جميع الأراضي اليمنية التي يرزح أهلها تحت وطأة الحوثيين.