القهر الحوثي للحرية...والانتصار للأحرار....
قد تتسبب الحرية في تعرضك للقهر والظلم ولكن هذا لا يحدث إلا اذا كان من قهرك وظلمك بسبب حريتك لا يعرف الحرية ولا يعرف من القوانين الانسانية مايجعله انسانا حرا ومؤمنا بالحرية .. وهذا هو شأن الميليشيات الحوثية مع اليمنيين القابعين تحت سلطته القهرية ..
فيوم امس الأربعاء 16 اكتوبر 2024م كانت الذكرى الرابعة منذ 16 اكتوبر 2020م والتي نلت فيها حريتي من معتقلات الميليشيات الحوثية بمعية زملاء آخرين معتقلين ضمن اول صفقة أممية بين حكومة الشرعية والميليشيات الانقلابية الحوثية ..يوم جميل ورائع يوم وصولي إلى العاصمة عدن حرا بعد أن كنت معتقلا ..في مقابل ذلك اليوم الاسود الذي تم فيه اعتقالي من داخل منزلي في حارة الدهمية مديرية الحوك مدينة الحديدة 25 نوفمبر 2018م ..
فالحرية هي حجر الاساس في عمليات الوعي والابداع والتفكير.. والحر من تحركه قناعاته فينتصر وينتصر وينتصر لطالما لم يستسلم ولن يستسلم...وتفاصيل القهر والتعذيب والحرمان من الحرية ورؤية النور ،،وتدوينها يؤلم الذاكرة... لكنه قهر بشرف وعزة وكرامة عندما يكون من قهرك ميليشيا حوثية أسرية سلالية إرهابية طائفية مذهبية عدو لحريتك وقضيتك وقناعاتك الصادقة في صف الحق ورفض كل ماهو ليس حقا ..
في مساء يوم اعتقالي فوجئت بشخص بزي مدني مهندم ونظيف الشكل يؤدي لي التحية المسائية ويقدم لي نفسه بأنه أحد تلامذتي في ثانوية عمر بن عبدالعزيز ثم بادرني بالقول المدير يشتيك قلت له مدير التربية قال لا ..قلت له مدير من قال لي له مدير الأمن السياسي وفي حدود الساعة 11 مساءا وجدت نفسي في معتقل الأمن السياسي بشارع الستين في الحديدة..وطوال فترة اعتقالي مكثت 420 يوما من معتقل لآخر من معتقل السياسي في الستين إلى معتقل حنيش في داخل مبنى السجن المركزي إلى معتقل بمدينة باجل ثم إلى معتقل خاص منزل أحد ضباط سياسي باجل إلى معتقل خاص داخل الأمن المركزي واخيرا إلى معتقل المعتقلين والأسرى الذين سيغادرون المعتقلات الحوثية الى نور الحرية..
420 يوم كانت ايام موجعة ومؤلمة تحتَ حراسة شوية اطفال وجهلة وقتلة ولصوص واصحاب سوابق.. موجع جدا...ومشرفين معظمهم يؤمنون بعلي والحسين والحسن وفاطمة الزهراء ايمانا يفوق ايمانهم بالله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.. ومحققين لايفقهون من مهنية التحقيق سوى كلمة "تحاكى" ومقبلات تحقيقاتهم سب وشتم ولعن بكلمات ماقال بها شيطان..وتعذيب جسدي باللطم واللكم والركل والضرب بالعصي الكهربائية في الاماكن الحساسة من الجسم.. وكهربة الجسم بالصدمات.. والتعليق بالوقوف على اصابع القدمين مع رفع يديك الى اعلى لست ساعات واكثر.. والتعذيب بالتقليب مثل تقليب الدجاجة على المشواة، وهناك وسائل وفنون اخرى في التعذيب تستخدم مع المعتقلين حسب المحققين الذين يحققون معك..
وفي التعذيب النفسي المتعمد تعيش في المعتقل تاخير مواعيد الوجبات وفرض التزامات مؤلمه في النوم والحركة والكلام او يحجزك في مكان او غرفة بعيدا عن زملائك غرفة انفرادية لاتتسع الا للشخص واقفا أو أخرى لأشخاص ممنوع على زملائهم الاقتراب منهم... وحضور يومي اجباري للمحاضرات الدينية والثقافية الاستفزازية التي يلقيها المشزف او المحاضر المكلف بعدكل صلاة عصر وبعدكل صلاة عشاء ومتابعة اجبارية لمحاضرات السيد المرهقة في الوقت والكلمات ومشاهدة اعلام من طرف واحد او بلون واحد وانعدام وسائل القراءة والمتابعة والتسلية وجعلك في حالة شرود ذهني مستمر..ولاتفكر الا في النوم والاكل والشرب والاخراج والصلاة ووقت عد المعتقلين بكلمة عدد عدد عدد ...كما انهم يعمدون بفرض الضغوط النفسية عليك بابلاغ البعض بان قضاياهم جسيمة وان ملفاتهم قد رفعت وسلمت للنيابة وسيحالون الى المحاكم لمحاكمتهم كمجرمي حرب والحكم عليهم بالاعدام..
وفي التغذية مرارة العيش فهي ناقصة من حيث الكمية مقارنة بعدد المعتقلين والطعام سيئ جدا من حيث الطباخة ومن حيث المضاف اليها من بلاوي الحصى والحشرات والمياه منقطعة بصورة دائمة.. ومعتقلات غير صالحة لعيش البشر فيها لافتقارها لابسط مقومات العيش.. وفوق ذلك مكتظة بالاسرى والمعتقلين العنبر الواحد لايتسع لمساحته بالعدد الموجودين فيه..أما الغرف الصغيرة غرفة تتسع لاربعة اشخاص بالكثير يدخلوا فيها11 شخصا واكثر.. وهذا الوضع المرتبط بضيق المكان واعدادالاسرى والمعتقلين دائما ماكان يتسبب في تفشي الامراض بينهم...
اما بالنسبة للرعاية الطبية والعلاجية اهمال متعمد بعدم الرعاية الطبية وفي حالات نادرة تجد المشرفين يتاخرون في تقديم العلاج حتى تسوء حالتك الصحية وكل الادوية التي يقدمونها لك هي ادوية اسعافية اولية لا علاقة لها بالحالة المرضية للمريض ومرضى القلب والسكر والربؤ وغيرها من الامراض القاتلة التي تستدعي العناية والرعاية والاهتمام لايقدمونها لهم بل يتركونهم يشوفوا الموت في كل لحظة وثانية حتى ان هناك حالتين من الزملاء توفوا نتيجة اهمال حالتهم المرضية وهما الزميل / عبداللطيف رحيم من الحديدة والزميل/محمد ذيبان من الجراحي وزملاء آخرين كانوا يعيشون أنفاسهم الأخيرة ..والبندول وهو مالديهم لاتحصل عليه إلا بعد صراخ وأنين ..
حتى المتنفس الوحيد الذي كنا نراه متنفسا كزيارات الاهل او السماح لنا بالاتصال بالاهل كانت تسمح لنا كمن يدس لك السم في العسل فشروط الزيارة معقدة ووقت الزيارة يؤلم الاهل فقبل المغرب بنصف ساعة تخرج للزيارة وبمجرد ان يسمع المشرف الاذان ينهي الزيارة اما بالنسبة للاتصال ببضعة دقائق لعينة ينهي المشرف الاتصال كذوبان شمعة من شدة الحرارة وسرعة الاحتراق.. الزيارة والاتصال كانت لنا لحظات انتظار تشبه لحظة العطش وباتمامهما يتم الارتواء بماء قذر....
تفاصيل ماكان يحدث لنا ولغيرنا من الاسرى والمعتقلين في معتقلات الانقلابيين الحوثيين من معاناة التعامل وقسوة العيش ووحشية التعذيب.. ماساة وكوارث وحقد وخبث وحقارة،،.ظلم وقهر .. ماسي سردها يعرض الذاكرة للوجع والعقل للصدمات النفسية... لكن الاحرار لم يكونوا أحرارا لو لم يكونوا أقوياء الإرادة والمواجهة والتحدي للقهر من أجل قهر القهر والانتصار على أعداء الحق والحرية والإنسانية .
لذلك الاحرار في المعتقلات الحوثية وخارجها دوما منتصرون لا يعرفون هزائم ولا استسلام..واعذرونا ان توقفت عن الكلام،، والتهاني لمن تحرروا قبلي ومن تحرروا بعدي.. والدعاء لكل الاسرى والمعتقلين الذين لايزالون في معتقلات الانقلابيين الحوثيين بان يحفظهم الله ويرعاهم برعايته وان يمن عليهم بالحرية نور الاطمئنان وحياة السلام...ولتعلم الميليشيات الحوثية الارهابية أن قهرها لليمنيين إلى زوال بهزائم نكراء وان الانتصار والغلبة للحرية والاحرار في البدء والختام ..