الغش في البخور هذه الأيام
الدكتور علي الدرورة .. السعودية
كثيرٌ من البضاعات دخل فيها الغش والتدليس بدءًا من العطور والملابس، وانتقل ذلك إلى الأطعمة والمنتجات الزراعية وغيرها من السلع المقلدة حتى باتت أغلب السلع مقلدة بصفتها أشياء استهلاكية.
وعالم الغش واسع جدًا، ولا أحد يلتفت إلى المضارّ الدينية التي يحرّمها الشرع، وإذا كان الدين يحرّم بيع اللبن المكسور كما كان في الجاهلية، فصارت العرب تعطي اللبن مجانًا دون مقابل وما زال هذا النهج ساريًا حتى اليوم.
يوم الخميس 4 يونيو 2024 ذهبت لشراء كمية من البخور، وبعد الوزن استلمته وانصرفت من المتجر.
وأنا في طريقي فكرت في بعض الأصناف التي كانت معروضة وكانت 12 نوعًا وعرفت من بينها ثلاثة أنواع مصنّعة وليست مأخوذة من الشجرة الأم، فقلت في نفسي:
أعرف أنّ الحديث مع البائع غبر مُجدٍ، وأنّ صاحب المحل هو المسؤول عن بضاعته، وأنّ الزبون يبتاع ما يراه مناسبًا له.
قبل خروجي من المحل قدّم لي البائع قطعة من بخور الكلمنتان، فقلت له: هذا كلمنتان، فقال لي: نعم، وهي قطعة هدية لك فشكرته.
في تلك الأثناء قلت في نفسي: لماذا لم يعرض هذا النوع من البخور للزبائن ووضعه في خزانة خاصة؟.
والجواب اتضح في يوم الجمعة وهو اليوم الموالي حيث أردت أن أبخّر الدار بقطعة الكلمنتان؛ وبما أن القطعة كانت كبيرة نوعًا ما على المبخر الذي اعتدت على استعماله فقمت بتجزئة القطعة فاتضح أنّ اللون الداخلي غير اللون الخارجي!!.
وإذا قلنا إنّ البخور مغشوش في الأسواق، فدليل ذلك كثرة الأسماء ومن مصانع وهمية، وإن كان في الغالب هو سقي الأعواد بالزيوت العطرية الطيّارة لإيهام الزبون بأنه نوعية فخمة من البخور!!.
وإذا كنت شخصيًا من ذوي الخبرة وأعرف البخور، فماذا عن الآخرين الذين لا يعرفون المسمّيات ولا يعرفون الفخم من الممتاز من الجيّد ومن المتدنّي!!