بين عدسة الكاميرا ودموع الفرح..رحلة المصور الحربي "صالح العبيدي" من توثيق قسوة الحرب إلى رسم البسمة على وجوه الفقراء
منبر الاخبار :خاص
صالح العبيدي، اسمٌ ارتبط لسنواتٍ طويلة بتوثيق قسوة الحرب، وصوره المُؤثرة التي نقلت مآسي الضحايا وآلامهم، حفرت عميقًا في ذاكرة المُشاهدين، لكن، بعد سنواتٍ من العيش في خضمّ المعارك، اتخذ العبيدي قرارًا جريئًا بتغيير مساره، ونصب نفسه فنانًا يرسم البسمة على وجوه الفقراء والمساكين والبسطاء والمرضى.
في هذا التقرير، تُسلط "العين الثالثة" الضوء على رحلة الزميل صالح العبيدي من عدسة الكاميرا ودموع الفرح، ونُبحر في عالمه الجديد الذي يزخر بالأمل والإيجابية، فما هي قصة هذا التحول المُذهل؟ وما هي الرسالة التي يسعى "العبيدي" لنقلها من خلال أعماله الجديدة؟
ولد العبيدي في بيئة فقيرة، عاش طفولة صعبة واجه فيها الكثير من التحديات، لكنه لم يستسلم للظروف، بل سعى وراء شغفه بالتصوير منذ صغره, فكان يلتقط الصور بأي كاميرا متاحة له، حتى لو كانت هاتفًا محمولًا بسيطًا.
عدسة تنبض بالحياة من قلب المعاناة:
في خضم الأحداث المأساوية التي يشهدها العالم، برز دور المصور الصحفي كشاهد على التاريخ، حاملاً عدسته ليروي حكايات إنسانية من قلب المعاناة.
من بين هؤلاء المصورين الموهوبين، يبرز اسم "العبيدي" الذي انخرط في تغطية الحروب وتوثيق مآسيها، ومع مرور الوقت، ازدادت مهاراته في التصوير، وبدأ العمل كمصور صحفي.. سافر إلى العديد من المناطق التي تعاني من الحروب والصراعات، وقام بتغطية الأحداث المأساوية وتوثيق معاناة الناس.
لم تكن رحلة العبيدي سهلة، فقد واجه العديد من المخاطر والتحديات في عمله حتى كاد يدفع حياتة ثمنًا لذلك، لكنه لم يتردد أبدًا في نقل الصورة الحقيقية للأحداث، إيمانًا منه بأهمية دوره في إيصال صوت الحق إلى العالم من خلال صوره المؤثرة التي تُلامس المشاعر وتدعو إلى التّفكير في مآسي الحروب وآثارها على حياة الناس.
شعلةٌ تنيرُ دروبَ التغيير:
في خضم الأحداث المُثقلة بِمآسي الحروب، تولد أحياناً شعلة الأمل والتغيير، وهكذا كان الحال مع المصور الصحفي "صالح العبيدي" الذي نالَتْهُ تجاربه المريرةُ في تغطية الصراعات والحروب المسلحة، فَحَمَلَهُ شعور عميق بالواجب نحو احداث فرق وتغيير إيجابيّ في المجتمع، والتخفيف من معاناة الناس المتضررين.
رحلة مُلهمة من قمة النجاح إلى العمل الإنساني:
لم يكن قرار "العبيدي" بتغيير مساره المهني والتوجه للعمل الإنساني قرارًا عاديًا، بل كان رحلة مُلهمة تُجسد قصة إنسانية استثنائية، فبعد أن حقق "العبيدي" نجاحًا باهرًا في مجال التصوير الصحفي، قرر أن يكرس حياته لخدمة الآخرين ومساعدة المحتاجين، بحيث أسس مبادرة خيرية تهدف إلى مد يد العون للمحتاجين في مختلف المجالات تعمل على تنفيذ العديد من المشاريع الخيرية التي تُساهم في تحسين حياة الفئات الفقيرة والمُعوزة.
نموذج فريد:
تُقدم قصة "العبيدي" نموذجًا فريدًا للتغيير الإيجابي والإلهام للآخرين، ففي زمن كثرت فيه الأنانية والماديات، يُقدم "العبيدي" نموذجًا مُشرقًا للشاب المُتطوع الذي يُضحّي بوقته ومجهوده لخدمة الإنسانية.
قصة إنسانية مُلهمة تُؤكد على أهمية القيم الإنسانية النبيلة، مثل التكافل والتراحم والتعاون، وتُقدم لنا درسًا هامًا في الحياة بأنّ السعادة الحقيقية لا تأتي من النجاح المادي فقط، بل من مساعدة الآخرين وخدمة الإنسانية.
أيادٍ بيضاء تزرع الفرح في قلوب المحتاجين:
من خلال إيمانه الراسخ بأهمية العطاء وضرورة التكافل الاجتماعي، سخر "العبيدي" إمكانياته وقدراته لخدمة المجتمع ومد يد العون للفقراء والمحتاجين، وتنوعت مبادراته لتشمل مختلف المجالات، من توفير الغذاء والكساء للمحتاجين، إلى دعم التعليم والصحة، إلى رعاية الأيتام وكبار السن ولم تقتصر مبادراته على فئةٍ دون أخرى، بل شملت جميع أطياف المجتمع، إيماناً منه بأنّ الجميع يستحق العيش الكريم.
ويُعاني الكثيرُ من الناسِ في مجتمعاتنا من الفقرِ والحرمان، ممّا يُؤثّر سلباً على حياتهمِ ويُعيقُ تقدّمهم، ولذلك، فإنّ مبادرات "العبيدي" تُعدّ منارةَ أملٍ لهؤلاءِ الأشخاصِ، وتُساهمُ في تحسينِ ظروفِ حياتهمِ ورفعِ مستوى معيشتهم.
خطوات فاعلة لتمكين الأسر الفقيرة وتحسين حياتهم:
في خضم الأزمات الإنسانية المتفاقمة، تأتي مبادرات الخير لتُنير عتمة الحاجة وتُنعش الأمل في نفوس المُحتاجين. ومن بين هذه المبادرات، تبرز مبادرة المصور "صالح العبيدي" التي تهدف إلى توزيع المساعدات الغذائية والطبية، وإتاحة فرص الاعتماد على النفس للأسر الفقيرة، ونشر الوعي الصحي والثقافي بين أفراد المجتمع.
بصمة خير تُنعش الأمل في مجتمعاتنا:
في زمنٍ يزداد فيه الحاجة إلى العون والمساعدة، تُشرق مبادرات إنسانية تُنعش الأمل في نفوس الكثيرين. وتبرز مبادرات "العبيدي" كنموذج فريد للعمل الخيريّ المُؤثّر، حيث تُقدم مساعدات إنسانية شاملة تُخفّف من معاناة المحتاجين، وتُساهم في بناء مجتمعاتٍ أكثر تماسكًا وسعادة.
كيف تغلّب العبيدي على التحديات؟
لم تُثبط عزيمة العبيدي الظروف الصعبة، بل زادته إصرارًا وعزيمة فقد آمن بقدراته وإمكانياته، وعمل بجدٍّ واجتهاد لتحقيق أحلامه وحقق إنجازات عظيمة، على الرغم من صغر سنه، ساهم في توفير فرص عملٍ للشباب كما أنه أسس مبادرة خيريةً لخدمة المجتمع، وقدم مساعداتٍ للعديد من العائلات الفقيرة.
ويُعد العبيدي نموذجًا ملهمًا للشباب العربي، فقد أثبت أنّه من الممكن تحقيق النجاح والتغيير في المجتمع، حتى في ظل الظروف الصعبة، وحظيت أعماله الخيرية بتقدير كبير من قبل جميع من يعرفه، ونال احترام وتقدير الجميع، فصالح العبيدي هو نموذج رائع للإنسان المعطاء، الذي لم يُقعده الجرح عن خدمة الآخرين، بل جعله أكثر إصرارًا على فعل الخير ونشر الفرح في ربوع الوطن.
ونحن في هذه مؤسسة "العين الثالثة"، نرفع القبّعات لصالح العبيدي، ولكل زملائنا وزميلاتنا من المصورين الحربيين الذين يُضحّون بأنفسهم من أجل نقل الحقيقة، وخدمة الإنسانية، ونُؤكّد على أنّ أعمالهم النبيلة تُمثّل مصدر إلهام لنا جميعًا، وتُحفّزنا على بذل المزيد من الجهد لخدمة مجتمعنا.
نقلا من موقع :العين الثالثة