تونس ترفع قامة الدكتور محمود أبوبكر في ليلةٍ خُلِقت للحرف الأصيل

 تونس ترفع قامة الدكتور محمود أبوبكر في ليلةٍ خُلِقت للحرف الأصيل

تونس / محمود مطهر

في تونس العاصمة، استقبلت الساحة الثقافية الشاعر والباحث اليمني، محمود أبوبكر، بفيض من التقدير الذي تجسّد في تكريمين متزامنين، شهادةً على ثراء إسهاماته التي تجاوزت الجغرافيا.

 وفي غمرةٍ من البهاء الثقافي، حيث تتعانق الأصالة بالحداثة، أضحت تونس مساء أمس، الثلاثاء 2 ديسمبر، محطةً لتكريم الكفاءة الأدبية العربية، إذ احتفت بالشاعر والباحث الدكتور محمود أبوبكر. فقد حظي أبوبكر بمراسم تكريم مضاعفة، عكست حجم الأثر الذي تركه في المشهد الثقافي. وقد لوّنت الفرحة قلب المكرم بـ "امتنان عميق" غسل به عناء الطريق الطويل الذي رسمه بقلمه.

وفي لفتةٍ تحمل دلالة رمزية عميقة، كان التكريم الأول من نصيب المركز الثقافي أبو القاسم الشابي بالوردية، وهو المعقل الثقافي الذي يحمل اسم رائد التجديد الشعري. وقد تقدم الشاعر نزار الحميدي، مدير المركز، بتقديم هذا الوسام الذي جاء تثميناً مباشراً "للدور الفاعل والإسهام المضيء" الذي بذله أبوبكر في إثراء الساحتين الأدبية والثقافية.

وقد استوقفت الدكتور أبوبكر هذه اللحظة، فعبّر عنها بقوله إنها أهدته شعوراً قوياً بأنها "أشعرتني بأن للكلمة أثرًا لا يضيع، وللإبداع طريقًا يعرف قاصديه"، وهي جملة تختزل فلسفته في الكتابة كرسالة واعية.

وفي المَعلم الثاني من ليلة التقدير، تشرف الدكتور أبوبكر بتكريمٍ آخر من مجالس همس الموج الأدبية والفنية، التي تديرها الشاعرة سونيا عبد اللطيف. وقد تحول هذا التجمع إلى ملتقى عابر للحدود، ضم ثلةً كريمة من الشعراء الذين يمثلون ثلاثة أقطار عربية (تونس، العراق، واليمن)، ليصبح التكريم احتفالاً "بالحرف وروحه" وإثباتاً أن اللقاءات الثقافية الصادقة هي مصنع الجمال الحقيقي الذي يجمع الأمة.

وفي ختام الأمسية، وجه الدكتور أبوبكر كلمة شكر لمن "زادوا اللحظة نورًا"، مجدداً تعهده بكلمات كالعهود: "يبقى العطاء وعدًا أقطعه لنفسي... ما دام في القلب نبض وفي الحرف حياة". تلك هي الصيغة البلاغية لالتزام لا يلين تجاه الإبداع، يجعله متدفقاً ما دام الفكر يتنفس

فكر يتنفس.