خبير روسي: الجنوب اليمني بات الكيان الأكثر استقراراً ويجب الاعتراف بواقعه السياسي...

خبير روسي: الجنوب اليمني بات الكيان الأكثر استقراراً ويجب الاعتراف بواقعه السياسي...

منبر الاخبار / خاص

أكد رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي، عالم السياسة الروسي دينيس كوركودينوف، أن الأزمة اليمنية منذ العام 2015م دخلت في مرحلة "الفشل المركّب"، مشيراً إلى أن الحل الواقعي يبدأ من الاعتراف باستقلال القرار الجنوبي، ووقف محاولات فرض الشراكة القسرية بين الشمال والجنوب.

وفي تقرير سياسي واستراتيجي حديث بعنوان «جنوب اليمن واليمن بشكل عام: الفشل المركب وصيغة الحل الواقعي»، أوضح كوركودينوف أن اليمن يعيش منذ اندلاع الحرب سلسلة من الإخفاقات السياسية والعسكرية والدبلوماسية التي عجزت عن إعادة بناء الدولة أو تحقيق السلام، مؤكداً أن الانقسام بين الشمال والجنوب أصبح عميقاً وغير قابل للتجاوز بالوسائل التقليدية.

فشل الحلول المفروضة

وأشار التقرير إلى أن اتفاق الرياض الموقّع عام 2019م بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية فشل في تحقيق أهدافه، إذ لم يُنفذ إلا جزئياً، وانتهى إلى توسّع نفوذ المجلس الانتقالي في الجنوب وانهيار الشراكة السياسية.

كما تناول التقرير فشل عملية نقل السلطة عام 2022م من الرئيس عبدربه منصور هادي إلى مجلس القيادة الرئاسي، مبيناً أن المجلس ظلّ عاجزاً ومشلولاً بسبب غياب الانسجام بين أعضائه وافتقاره للشرعية الشعبية.

وفي السياق ذاته، أكد كوركودينوف أن الحكومات اليمنية المتعاقبة منذ عام 2015م لم تحقق أي تحسن في الأوضاع المعيشية أو الأمنية، وظلت رهينة المصالح الفئوية والمناطقية، مشيراً إلى أن مجلس القيادة الرئاسي تحول إلى مظلة صراع لا إدارة.

الواقع السياسي الراهن

وخلص التقرير إلى أن الحوثيين يسيطرون بالكامل على شمال اليمن، بينما تعيش الشرعية الشمالية حالة تشتت وفقدان مشروع سياسي واضح، في حين أن الجنوب يشهد استقراراً نسبياً وسيطرة شبه كاملة للمجلس الانتقالي الجنوبي على الأرض سياسياً وعسكرياً.

وأضاف أن أي صيغة للتعايش السياسي بين الشمال والجنوب لم تعد ممكنة، لافتاً إلى أن الوضع الاقتصادي والأمني في تدهور متواصل وسط تفشي الفقر والجوع وغياب النخب السياسية عن الواقع الشعبي.

توصيات استراتيجية للتحالف العربي

ودعا كوركودينوف التحالف العربي، وخاصة السعودية والإمارات، إلى الاعتراف بفشل الصيغ السابقة، والانتقال نحو حل واقعي يتضمن:

الاعتراف بحق الجنوبيين في إدارة أرضهم ومصيرهم.

دعم حوار جنوبي شامل تقوده قوى الجنوب وعلى رأسها المجلس الانتقالي لتشكيل حكومة مستقرة.

تشكيل حكومة شمالية في مأرب توحد القوى المناهضة للحوثي.

الاعتراف بوجود مشروعين سياسيين مختلفين لا يمكن دمجهما: مشروع جنوبي يسعى لاستعادة الدولة، وآخر شمالي ممزق بين الصراعات.

وقف تجريب صيغ الشراكة الفاشلة التي أثبتت التجربة خلال العقد الماضي عدم قابليتها للحياة.

الخاتمة

واختتم كوركودينوف تقريره بالتأكيد على أن الجنوب اليوم هو الكيان السياسي والعسكري الأكثر تنظيماً واستقراراً في اليمن، بينما يظل الشمال غارقاً في فوضى الحوثيين والانقسامات.
وقال إن الاستمرار في خلط المشروعين الشمالي والجنوبي سيؤدي إلى مزيد من الانهيار والتمزق، وأن الحل يبدأ من الاعتراف بالواقع الجديد وبناء مسار سياسي واضح قائم على الإرادة لا الوهم...