مكافحة المخدرات في حضرموت تفكك شبكة تهريب وترويج تديرها امرأة ...

منبر الاخبار / خاص
في واحدة من أنجح العمليات الأمنية في ساحل حضرموت، تمكنت إدارة مكافحة المخدرات من تفكيك شبكة معقدة لتهريب وترويج المواد المخدرة كانت تديرها امرأة واحدة من داخل مدينة المكلا، في نشاط خفي استهدف فتيات المدارس والجامعات بأساليب خادعة ومنظمة.
التحقيقات التي استمرت أكثر من شهر كشفت عن زعيمة الشبكة، التي تحفظت الجهات الأمنية على هويتها، والتي لم تكن مجرد مروجة بل تقود العمل باحترافية عالية.
استغلت موقعها كامرأة للتخفي، وأدارت عملياتها من منزل يقع في حي راقٍ، مستخدمة وسائل اتصال مشفّرة وأجهزة متطورة لإخفاء آثارها، كما تعاونت مع شبكة من المروجين من الجنسين لتنفيذ مهام التوزيع والتغرير بالفتيات.
نجاح العملية اعتمد على رصد استخباراتي دقيق وتتبع مستمر لتحركات الشبكة، حتى تم إحكام السيطرة عليها والإيقاع برئيستها.
وقد أفضت المداهمة إلى ضبط كميات كبيرة من المخدرات، بينها الحشيش وأقراص مخدرة مهربة مثل الترامادول والزاناكس، إلى جانب أدوات تغليف ومبالغ مالية ضخمة بعملات محلية وأجنبية، إضافة إلى هواتف محمولة وأجهزة حاسوب تحتوي على معلومات يُعتقد أنها تتعلق بمتعاونين أو ضحايا محتملين.
وأظهرت التحقيقات الأولية أن الشبكة ركزت بشكل خاص على استقطاب الطالبات عبر وسائل إغراء مادي وعاطفي، وتصوير المخدرات كوسيلة للثقة بالنفس والتحرر، قبل أن يتم استغلالهن لاحقًا في الترويج داخل التجمعات النسائية والفعاليات الخاصة.
مصادر أمنية أكدت إنقاذ عدد من الفتيات خلال العملية، حيث جرى تحويلهن إلى وحدات الرعاية النفسية والاجتماعية لتلقي الدعم اللازم ومساعدتهن في تجاوز آثار الإدمان والاستغلال.
العملية لقيت ترحيبًا واسعًا من سكان حضرموت، الذين أعربوا عن ارتياحهم لهذا التحرك الأمني الذي عكس وعيًا متقدمًا بمدى خطورة هذا النوع من الجرائم، رغم التحديات التي تمر بها البلاد.
وأوضح المقدم وضاح بازومح، نائب مدير مكافحة المخدرات بساحل حضرموت، أن الفريق تعامل مع القضية بصبر وتأنٍ، قائلاً: “كنا نعرف أن الاستعجال سيضر، فتتبعنا خيوط العصابة بهدوء حتى سقطت في قبضتنا. لقد أخطأت حين ظنت أن المجتمع الحضرمي غافل.”
ورغم النجاح، تؤكد السلطات أن التهديد لا يزال قائمًا، في ظل محاولات متكررة لزرع هذه السموم في أوساط الشباب، ما يتطلب تفعيل برامج التوعية، وتكامل الجهود بين المدارس والمساجد والمؤسسات المجتمعية لحماية النشء من الوقوع في فخ الإدمان، في معركة طويلة تستهدف وعي الإنسان قبل جسده.