اليوم العالمي للغة الإشارة: صمتٌ يتكلم وحقوق تبحث عن إنصاف في بلادنا

كتب/نور علي صمد
في عالم تتزاحم فيه الأصوات يظل للصمت لغة خاصة تترجم المشاعر والحقوق بيدين ناطقتين.
ففي هذا اليوم ال 23 من سبتمبر من كل عام يحتفي العالم بلغة الإشارة باعتبارها هوية ثقافية وجسرًا للتواصل الإنساني يربط الصم بالمجتمع
اما في بلادنا حيث تتضاعف التحديات أمام هذه الفئة يكتسب اليوم العالمي للغة الاشارة أهمية استثنائية للتذكير بحقوق الصم وتعزيز وعي المجتمع بضرورة إزالة الحواجز التي تعيق مشاركتهم الكاملة في الحياة العامه
حيث يقدر عدد الصم وضعاف السمع في بلادنا بالآلاف على الرغم من عدم وجود بيانات دقيقة .وتعد واحده من اكثر الفئات تهميشا نظرا لعدم حصولها على الاهتمام الكافي من قبل الجهات المعنية
وفي الوقت الذي تعمل فيه الكثير من الدول بإدماج الصم في مختلف مجالات الحياة يواجه الصم في بلادنا عقبات مضاعفة جراء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى ضعف البنية التحتية التعليمية والصحية التي تراعي احتياجاتهم.
يقول أحمد الخولاني وهو ناشط في مجال حقوق ذوي الإعاقة: "لغة الإشارة ليست مجرد وسيلة تواصل بل حق أساسي يضمن مشاركة الصم في التعليم والعمل وصنع القرار. نطالب الحكومة والجهات المعنية بإدراجها في المناهج الدراسية وتوفير مترجمين معتمدين في المؤسسات الرسمية والإعلامية".
من جانبها تشير سلمى علي معلمة في مدرسة للصم إلى أن "الوعي المجتمعي لا يزال محدودًا إذ ينظر الكثيرون إلى الصم كفئة عاجزة بينما هم قادرون على الإبداع إذا توفرت لهم الفرص والبيئة الداعمة"
ان احتفالنا باليوم العالمي للغة الإشارة فرصة لإعادة التذكير بمسؤولية المجتمع تجاه الصم في بلادنا ليس فقط عبر الخطاب الرسمي بل أيضًا من خلال مبادرات المجتمع المدني والإعلام في تعزيز الشمولية وضرورة مشاركتهم في كل جوانب الحياة المختلفة .وهذا لن يتأتى الا من خلال اتاحة لغة الإشارة في المحاكم ، والمستشفيات، والمدارس، والبرامج التلفزيونية .
فبين ضجيج الحرب وصمت الحرمان يرفع الصم في بلادنا أيديهم بلغةٍ تنطق بالحق في الكرامة والمشاركة.
وختاما فان اليوم العالمي للغة الإشارة
ليس مجرد مناسبة رمزية بل دعوة مفتوحةللانصات الى صوت مختلف لكنه لايقل وضوحا عن اي صوت اخر