عام دراسي جديد.. فرحة الاطفال ووجع المعلمين

منبر الأخبار:خاص
شهدت مختلف المحافظات اليمنية صباح يومنا هذا الأحد توافد الطلاب والطالبات الى المدارس الحكومية والخاصة ايذانا ببدء العام الدراسي الجديد 2025 – 2026 في مشهد يبعث على الامل ويؤكد ان التعليم لا يزال نافذة الحياة وسط ركام الحرب وتدهور الاوضاع الاقتصادية.
الطرقات ازدانت بضحكات الأطفال وحقائبهم الصغيرة تحكي قصة التحدي والاصرار على التعلم وكانهم يعلنون للعالم ان اليمن رغم جراحه متمسك بمستقبله عبر الاجيال الجديدة انها لحظة استثنائية تدخل البهجة على قلوب الأسر وتجدد الايمان بان الغد لا يزال ممكنا.
لكن خلف هذه الصورة المضيئة تقف ماساة صامتة اسمها المعلم اليمني ، فبينما يبدا الطلاب عامهم بفرحة غامرة يجد المعلم نفسه عند ابواب المدارس مثقلاً بالهموم يستقبل طلابه بلا راتب يهيئ له استقرارا معيشيا ولا دخلا يؤمن به حاجات اسرته.
فحتى اليوم لم تصرف الحكومة رواتب شهري يوليو واغسطس 2025 وهي مستحقات كان من الطبيعي ان تصل للمعلمين قبل بدء العام الدراسي كي يتمكنوا من استقبال العام بروح مستقرة وكرامة مصونة.
ان ازدواجية المشهد بين ابتسامة الطلاب ووجع المعلمين تكشف الخلل العميق في إدارة ملف التعليم فلا يمكن للتعليم ان ينهض او يحقق اهدافه اذا ظل المعلم مهمشا وحقوقه معلقة فالمعلم هو الركيزة الاساسية للعملية التعليمية وبدونه لا معنى لمبنى مدرسي او منهج دراسي.
على الحكومة ان تدرك ان تكريم المعلم يبدا من حقوقه وانصافه ماديا ومعنويا وان صرف الرواتب ليس منة بل حق اصيل وهو اقل ما يمكن ان يقدم له في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
فرحة الطلاب اليوم جميلة وباعثة للأمل، لكن هذه الفرحة ستظل ناقصة ما لم تكتمل بابتسامة المعلم وما لم يدخل هو الاخر إلى الفصل بقلب مطمئن وبيت مستقر .
بكرامة المعلم ينهض التعليم وبالتعليم ينهض الوطن.