في حوار خاص مع "النيل الدولية".. الكاتبة اليمنية أحلام القبيلي: الكتابة صرخة مقاومة وعلى السياسيين أن يتقوا الله في هذا الوطن

منبر الأخبار -خاص
أكدت الكاتبة والصحفية اليمنية أحلام القبيلي أن الكتابة لم تعد ترفًا في زمن الحروب والصراعات، بل أصبحت "صرخة مقاومة" تحمل وجع الوطن، وتوثّق معاناة الإنسان، وتدعو للسلام.
وأضافت القبيلي، في حوار خاص أجرته معها صحيفة "النيل الدولية"، في عددها الصادر اليوم الخميس أن المشهد السياسي اليمني بات "ضبابيًا لا ملامح له"، ويطغى عليه "الارتهان للخارج والمكايدات بين مختلف الأطراف"، محمّلة الطبقة السياسية مسؤولية استمرار الأزمة والمعاناة.
وخلال اللقاء، استعرضت القبيلي ملامح نشأتها وبداياتها في عالم الكتابة والصحافة، حيث بدأت منذ 25 عامًا بمجلة ورقية بسيطة في حارتها، قبل أن تنطلق تدريجيًا إلى الساحة الإعلامية، رغم غياب الدعم المادي ومعوقات المجتمع التقليدي، مشيرة إلى أنها لم تدرس سوى المرحلة الإعدادية، بعد أن حُرمت من التعليم بسبب العادات التي ترى في تعليم الفتاة "شرًا يجب منعه"، حسب تعبيرها.
وقالت القبيلي إن القضايا الأخلاقية وتفكيك خطاب الكراهية والفساد هي أبرز ما يجب تسليط الضوء عليه في المرحلة الراهنة، لافتة إلى أن دور الأدب والشعر لا يقتصر على الترف الثقافي، بل يشكّل "قوة ناعمة" تسهم في بناء الوعي وتعزيز الانتماء الوطني.
وفي تقييمها لأداء الإعلام اليمني، اعتبرت القبيلي أن التغطية الإعلامية "تميل للانحياز" و"تغني على ليلى المصالح"، داعية إلى ترسيخ المهنية والموضوعية في نقل الواقع.
وتطرقت القبيلي إلى تداعيات الحرب في اليمن، معتبرة أن آثارها كانت "مدمّرة على المستويين الاجتماعي والسياسي"، حيث أدت إلى تفكك النسيج المجتمعي، وتدهور الخدمات، وانهيار مؤسسات الدولة وتعدد مراكز القوى.
وفيما يخص دور المرأة، أكدت أن حضور الكاتبة والصحفية اليمنية في النقاش الوطني "لا يزال ضعيفًا"، مشددة على أهمية تمكين النساء ليكنّ صوتًا مؤثرًا في صناعة الرأي العام. كما حذّرت من الانجرار وراء الشعارات البراقة التي تُستخدم كغطاء لأجندات مشبوهة تحت لافتة "حقوق المرأة".
وعن أثر الحرب على نتاجها الأدبي، أوضحت أن الأحداث تركت بصمتها على كتاباتها، التي باتت أكثر وجعًا وغضبًا، لكنها في الوقت نفسه تزداد تمسكًا بالأمل وإرادة الحياة.
وفي رسالة وجهتها للأطراف السياسية اليمنية، قالت القبيلي: "كفاكم عبثًا بمصير وطن أنهكته الحروب.. أنتم المسؤولون عن كل دم يسيل وكل جائع يموت، والتاريخ لن يرحم من فرّط في الوطن"، داعية إلى تغليب صوت العقل والسلام.
كما وجّهت رسالة تضامن إلى الشعب السوداني الشقيق، مؤكدة أن قلوب اليمنيين معهم في محنتهم، ومشددة على أن الوحدة والتماسك هما السبيل لعبور التحديات.
وفي ختام الحوار، وجّهت القبيلي شكرها وتقديرها للأستاذ شوقي أحمد هائل ومجموعة هائل سعيد أنعم، لدعمهم المستمر لمسيرتها الأدبية والإعلامية.