السمان: اتفاق ستوكهولم أجهض حلم التهاميين بتحرير الحديدة...

السمان: اتفاق ستوكهولم أجهض حلم التهاميين بتحرير الحديدة...

منبر الاخبار / خاص

أجرت قناة "عدن" الفضائية،، من العاصمة السعودية الرياض، حواراً خاصاً مع الكاتب والمحلل السياسي والقيادي في الحراك التهامي، الدكتور محمد السمان، تناول خلاله اتفاق ستوكهولم وآثاره الميدانية والإنسانية، وتقييم المرحلة التي أعقبته.

وفي سياق حديثه، قال الدكتور السمان : فعلا كانت أشد واصعب مرحلة هي الذهاب الى استوكهولم حيث كانت قوات الجيش الوطني والمقاومة التهامية على مشارف مدينة الحديدة، بل إن أبناء تهامة كانوا يرون بيوتهم بأعينهم، بعد أن شاركوا في تحرير مناطقهم من عدن وصولاً إلى باب المندب، بالتعاون مع قوات العمالقة والقوات الجنوبية الأخرى.

وأوضح أن المبعوث الأممي السابق مارتن غريفيث لعب دوراً سلبياً حينما تدخل لمنع استكمال عملية تحرير الحديدة بحجة الكلفة الإنسانية، مضيفاً أن هذا التبرير لم يصمد أمام الواقع، حيث تفاقمت المعاناة بعد الاتفاق، وازدادت زراعة الألغام الحوثية التي تفتك بالمدنيين يومياً.

وأضاف السمان أن أحد أبرز بنود الاتفاق نصّ على تخصيص عائدات جمارك ميناء الحديدة في حساب خاص لصرف رواتب الموظفين، وقد تم تحصيل 72 مليار ريال خلال ستة أشهر فقط، وهو مبلغ يكفي لصرف الرواتب لعامين، إلا أن الميليشيات الحوثية استولت عليه كما فعلت مع بقية الموارد العامة، من كبار المكلفين وعائدات الاتصالات وغيرها.

وأكد أن اتفاق ستوكهولم شكّل نكسة كبيرة لأبناء تهامة، محملاً الحكومة اليمنية ووفدها التفاوضي المسؤولية الكاملة عن الأضرار الناتجة عنه. وقال إن الاتفاق أوقف معركة كانت في طريقها لتحرير المدينة، وأجهض آمال التهاميين في استعادة عاصمتهم التاريخية.

وأشار إلى أن الوفد الحكومي لم يكن على قدر التحدي، رغم امتلاكه أوراق ضغط قوية، واعتبر أن الأداء الضعيف والتنازل غير المبرر عن فرصة تحرير الحديدة مثّل خذلاناً واضحاً لأبناء الإقليم.

كما أوضح السمان أن الاتفاق، بدلاً من أن يخفف المعاناة، عمّق الأزمة في الحديدة، حيث استمرت الانتهاكات الحوثية وتفاقمت الأوضاع الإنسانية والمعيشية، مضيفاً أن التهاميين شعروا بأنهم لم يُخذلوا فقط، بل تم استهدافهم وتهميش مقاومتهم التي قدّمت التضحيات من أجل الأرض.

واعتبر أن اتفاق ستوكهولم لم يكن إنجازاً سياسياً، بل صفقة مفروضة من الخارج، وقبل بها الداخل دون تقدير لنتائجها الكارثية، مشيراً إلى أن من أبرز أضرارها استمرار سيطرة الحوثيين على المدينة وتوقف عملية التحرير، وانعدام الثقة بمؤسسات الشرعية.

وشدد السمان على أن تهامة ليست ساحة للمساومات أو تصفية الحسابات، بل قضية وطنية عادلة يجب إنصافها، داعياً إلى مراجعة شاملة للمرحلة الماضية وتصحيح المسار، بما يكفل تمكين أبناء تهامة من إدارة شؤونهم والمشاركة في تحرير أرضهم بعيداً عن التهميش...